حذر صحافي
إسرائيلي بارز من أن
الاقتصاد الإسرائيلي سيكون أكثر المتضررين من تفكيك
السلطة الفلسطينية، محذراً من أن "إسرائيل" ستدفع 20 مليار شيكل أي ما يعادل 6 مليارات دولار تقريبا سنوياً جراء هذا التطور.
وفي مقال نشره الثلاثاء الماضي في صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، نوه داني روبنشتاين، معلق الشؤون الفلسطينية في الصحيفة، إلى أن ارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالكامل بالاقتصاد الإسرائيلي جعل 80% من الواردات الفلسطينية تأتي من إسرائيل أو عبرها، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يشترون من إسرائيل تقريباً كل ما يلزمهم من مواد وحاجيات.
وأوضح روبنشتاين أن تفكيك السلطة الفلسطينية يحرم إسرائيل من القدرة على معاقبة الفلسطينيين، منوهاً إلى أن 130 ألف فلسطيني يعملون داخل إسرائيل، حيث أن إسرائيل تقدم على منعهم من العمل بشكل مؤقت رداً على سلوك السلطة الفلسطينية السياسي.
وشدد روبنشتاين على أن ما سيفاقم الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل سوءاً هو تعاظم تأثير حملات المقاطعة الاقتصادية على إسرائيل، تحديداً في أوروبا، منوهاً إلى حقيقة أن إسرائيل تعتمد في دخلها القومي على التصدير.
وأوضح روبنشتاين أن إسرائيل ستدفع ثمناً اقتصادياً باهظاً نتاج تدهور الأوضاع الأمنية المتوقع في أعقاب تفكيك السلطة الفلسطينية، على اعتبار أن مثل هذا التطور سيزيد من وطأة النفقات الأمنية على كاهل إسرائيل.
وأوضح روبنشتاين أن أكبر خطر يتهدد إسرائيل يتمثل في استعادة الحكم العسكري للضفة الغربية وقطاع
غزة، منوهاً إلى أن كثيرا من الفلسطينيين يتهمون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بأنها تقوم بدور الاحتلال وأن رئيس السلطة محمود عباس-في نظرهم- مجرد "عميل" لإسرائيل.
وحذر روبنشتاين من أن إسرائيل ستواجه عبئاً اقتصادياً هائلاً في حال أعادت الحكم العسكري على
الضفة الغربية وقطاع غزة، محذراً من أنها ستتحمل عملياً أعباءً مالية توازي ميزانية السلطة الفلسطينية السنوية التي تصل إلى 4.5 مليار دولار، منوهاً إلى أن السلطة الفلسطينية تشغل حالياً 150 ألف موظف، بالإضافة إلى أن مثل هذه الخطوة ستعفي الفلسطينيين من تداعيات مواجهة الديون الضخمة التي تعاني منها السلطة.
وتساءل روبنشتاين عن الكيفية التي ستواجه بها إسرائيل تداعيات أزمة البطالة الخانقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تصل في قطاع غزة إلى 40%، حيث أنها ستكون مطالبة بمعالجة هذه القضية بصفتها دولة احتلال مباشر.
وأعاد روبنشتاين إلى الأذهان ما جاء في اللقاء الذي جمع وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان مع رؤساء البلديات في قطاع غزة والضفة الغربية تماماً بعد انتهاء حرب 1967، حيث قال لهم ديان إن إسرائيل لا يمكنها تحمل تبعات المشاكل التي تواجه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واستدرك روبنشتاين قائلاً: "لم يمض إلا وقت قصير حتى أدرك ديان أنه يتوجب عليه تعيين ضباط إسرائيليين لمعالجة كل المشاكل الحياتية التي تواجه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".