أجمعت مصادر إعلامية "
إسرائيلية" على أن رد "الجيش الإسرائيلي" على عمليات إطلاق
الصواريخ، التي نفذتها حركة "
الجهاد الإسلامي" الأربعاء، سيكون كبيراً وسيخرج عن نطاق الردود المعتادة.
وأشار المعلقون العسكريون "الإسرائيليون" إلى أن "إسرائيل" دأبت على أن يكون هناك رد عسكري على أية عملية إطلاق صواريخ تتم من قطاع
غزة منذ انتهاء حرب "عمود السحاب" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، من أجل الحفاظ على قوة الردع.
وأوضح يوآف ليمور، المعلق العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" أن "إسرائيل" فوجئت بحجم رد الجهاد الإسلامي على مقتل ثلاثة من مقاتليه، مشيراً إلى أن صناع القرار في تل أبيب توقعوا أن تواصل "الجهاد" ضبط النفس والتجلد، سيما وأن عناصر "الجهاد" قد سقطوا بعد قيامهم بإطلاق صواريخ على المستوطنات اليهودية المحيطة بالقطاع، على حد زعمه.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة صباح الخميس، نوه ليمور إلى أن كلا من "إسرائيل" وحركة "
حماس" غير معنيتين بالتصعيد، كل لدوافعه الخاصة.
ونوه ليمور إلى أن "إسرائيل" غير معنية بمواجهة كبيرة "في الوقت الحالي" لأسباب كثيرة، أبرزها عدم رغبتها في لفت أنظار الرأي العام العالمي عن البرنامج النووي الإيراني في الوقت التي تدور فيه المفاوضات بين إيران والقوى العظمى.
من ناحيته قال روني دانئيل، المعلق العسكري في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية إنه على الرغم من أن إسرائيل معنية بأن يكون الرد محدوداً على عمليات إطلاق الصواريخ، إلا أن تل أبيب غير قادرة على تحديد موعد انتهاء التصعيد.
وفي تقرير له مساء الأربعاء، أشار دانئيل إلى أن هناك إمكانية أن تسفر عمليات الجيش "الإسرائيلي" عن سقوط عدد كبير من الفلسطينيين، ما قد يستدعي انضمام حركة حماس للمواجهة، منوهاً إلى أن هذا التطور يعني أن المواجهة قد تكون مرشحة للتوسع، بحيث تضطر حماس و"إسرائيل" لخوض غمار مواجهة لم يخططا لها مسبقا.
من ناحيته دعا وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان إلى إعادة احتلال قطاع غزة كرد على إطلاق الصواريخ.
وأعلن ليبرمان أنه لن يوافق على تنفيذ أي عمل عسكري لا يتضمن إعادة احتلال القطاع، مشيراً إلى ضرورة وضع حل جذري لمشكلة "الإرهاب" في قطاع غزة عبر تدمير بنى كل التنظيمات العاملة هناك.
وفي ذات السياق، قال نفتالي بنيت، وزير الاقتصاد ونائب رئيس الوزراء إن البيئة الإقليمية تسمح لإسرائيل بهامش مرونة كبيرة في مواجهة المقاومة في القطاع.
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية صباح الخميس، أشار بنيت إلى أن هناك شراكة بين "إسرائيل" والأنظمة العربية في الحرب ضد جماعة الإخوان المسلمين، منوهاً إلى أن العالم العربي سيدعم أي عمل عسكري لاجتثاث حماس لأنها تمثل ذراعاً من أذرع الإخوان المسلمين.
وأوضحت مصادر "إسرائيلية" أنه على الرغم من الحماس الذي يبديه كل من ليبرمان وبنيت لاحتلال القطاع، إلا أن معظم الوزراء والنخب العسكرية تعارض أي حملة تهدف إلى إعادة احتلال القطاع بسبب تداعياتها الإقليمية والدولية.
وفي ذات السياق، وعلى الرغم من قرار "محكمة الشؤون المستعجلة المصرية حظر تواجد حماس في مصر، إلا أن المخابرات المصرية أجرت اتصالات مع قيادات في حماس الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس في محاولة لإحياء تفاهمات التهدئة بين "إسرائيل" والمقاومة.
وذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ "عربي 21" أن اتصالات تجرى حالياً بين الفصائل الفلسطينية لمناقشة العرض المصري.