هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم نفقد إنسانيتنا فقط بل فقدنا عقولنا وقدرتنا على التفكير الموضوعي، نحن فى خطر داهم ليس لفشل السياسات الحالية فحسب بل لتشظى المجتمع وغياب العقل وخفوت صوت الضمير وارتفاع صوت الجهل والخرافة والنفاق والانتقام والكراهية.
أجهزة الدولة المصرية قادرة على تصفير الصراع إذا أرادت، وجماعة الإخوان أيضا تستطيع المساهمة في إنهاء الصراع إذا تحلت بالواقعية ومراجعة الذات، لعل ما حدث في غزة يفتح الطريق لتحكيم العقل في كل المسارات. إن غدا لناظره قريب..
مات والدي وأنا في عامي الخمسة عشر لكن سبق موته رحلة مرض مضنية تذوقنا فيها كل صنوف العذاب والمعاناة والاكتئاب والشفقة عليه مما عايشه من ألم بلا حدود، لم يكن والدي وكثيرون مثله يرقصون فى غرفة الانعاش ولا يستخدمون القسطرة كوسيلة للترويش بل كانت خطوة علاجية لإبقائهم على قيد الحياة.
من يحب هذا البلد سيقول الحق ولن ينضم لطواير المطبلين والمدلسين، حب الوطن واستقراره ليس بالشعارات الفارغة والمزاعم الواهية بل بالأفعال والممارسات، ولا عزاء لجوقة النفاق والتطبيل، فالنفاق لن يبنى وطنا ولن ينقذ دولة من مآلات السوء.
هناك راية للعدل والكرامة والإنسانية يجب أن ترتفع ويستظل بها كل مخلص مجرد من الهوى، وهؤلاء كثيرون حتى إن لم يستطيعوا التجمع في كيان أو التعبير عن أنفسهم كما ينبغي..
كل ما يحدث رغم أنه يصيبنا بالكآبة والإحباط إلا أنه يحمل بشريات كثيرة باقتراب انطفاء هذا الكابوس ونهايته، لكل شخص دور يجب عليه القيام به في رحلة السعي نحو الديموقراطية، الوعي محل الصراع، فلننتبه حتى نسرع الخطى للمستقبل الذي ننشده..
قراءة التاريخ هامة، وإعادة مراجعته وتمحيصه أكثر أهمية، حتى لا ينعم الطغاة الفاشلون بشرف لا يستحقونه.
هنيئا لآية حجازي ورفاقها الحرية، ونتمنى أن يتحول الجدل إلى قضية المعتقلين ظلما منذ ثلاث سنوات في مصر ولا أحد يعنى بأمرهم وننساهم بين زخم الأحداث، وراء كل مظلوم ظالم ظلمه، ووراء كل ظالم مؤيد ومطبل له يدعمه ويشجعه..
تركيا لا تسير للأفضل كما يظن البعض فقد تحول الحلم القومى التركى الى حلم أردوغان، وحتى إذا تم تمرير التعديلات الدستورية باستفتاء شعبى – وهذا متوقع – ستشهد تركيا صراعا سياسيا بين أردوغان ورفاقه أنفسهم..
مشاهد النزوح من سيناء وطوابير الرحيل ستكون نقطة فاصلة لما ستشهده بوابة مصر الشرقية خلال الفترة القادمة، إما أن تتحرر سيناء من الإرهاب الداعشى وتعود آمنة لحضن الوطن أو ننهزم فى المعركة الحقيقية ونفتح الباب لشرور بلا نهاية..
رغم الأفق القاتم فى مصر وتفشى الإحباط وتدهور الاحوال من سىء إلى أسوأ ،إلا أن واجب العقلاء فى كل التيارات هو التمسك بضرورة تحقيق الوئام الوطنى ولم شمل المصريين بمختلف اتجاهاتهم.
مشاعر الخوف في قلوب المصريين من المستقبل تتزايد، لا يجد الناس ما يطمئنهم فلا رؤية واضحة للمستقبل ولا روشتة اقتصادية محددة المعالم لا تفتك بالفقراء وتأخذ مصر الى هدنة قبل السقوط فى مربع الانهيار.
هذه دولة شاخت مؤسساتها ولم تعد لديها ما تقدمه للناس لذلك فلا بديل عن بدء إصلاح شامل وجذري في كل القطاعات والمؤسسات وهذا لن يتأتى قبل وجود إرادة سياسية جازمة تمضي في هذا الاتجاه ولا تقوم بالتطبيع مع الفشل والفساد، إذا وجدت يوما هذه الإرادة سيتغير الكثير...