مع دخول العدوان الإسرائيلي يومه الخامس في قطاع
غزة، يتزايد الحديث الإسرائيلي عن الحاجة لتقديم حلول بديلة طويلة الأمد ومستدامة، بدل الاكتفاء بـ"العمليات التكتيكية"، التي فشلت في استعادة الأمن لدولة الاحتلال.
كسينيا سفيتلوفا المستشرقة الإسرائيلية أكدت في مقال نشره موقع
زمن إسرائيل أن "الجولات العدوانية بين حين وآخر يمكن وصفها بأنها حلّ تكتيكي، ولكن لا يجرؤ أحد على الحديث عن استراتيجية طويلة الأمد، لأنها تعني غرق غزة في أزمتها الاقتصادية الدائمة، والإعلان بين حين وآخر عن استشهاد المزيد من الأسرى الفلسطينيين، أو تزايد الحديث عن اشتعال الموقف في المسجد الأقصى".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "عودة الهدوء النسبي للمستوطنين بصورة مؤقتة بين الجولات العدوانية، قد يشجع الجيش على توجيه ضربة موجعة، حتى لو تلقت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بالمقابل صواريخ أكثر بعشرة أضعاف، ومع ذلك فلا يوجد شيء أكثر كآبة من هذا الوضع الراهن الذي يؤسس المعاناة والخوف والقلق لعموم الإسرائيليين، لأن التعامل مع التهديدات الأمنية المباشرة لا يمكن أن يحل محلّ الاستراتيجية، وهي الخطة الكبيرة".
أمير بار شالوم الخبير العسكري أكد أن "استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي يؤكد الحاجة إلى سياسة إسرائيلية مختلفة، ورغم ما يعتبره الاحتلال من إنجازات تكتيكية واستخباراتية، فإن إعادة التفكير في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه غزة باتت أمرا مطلوباً، ولا أحد يضمن أن تبقى حماس خارج اللعبة، رغم أن هناك من يذهبون إلى حدّ الادعاء بأنه يجب الدخول في جولة قتال ضد حماس، وتشمل دخول القوات إلى القطاع، وتفكيك البنية التحتية للمقاومة".
وأضاف في مقال نشره موقع
زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "أي عدوان عسكري في قطاع غزة قصة مختلفة تمامًا عن الضفة الغربية، حيث تختلف التضاريس والتركيبة السكانية، ويمكن أن تكلف العملية في القطاع التي ستستمر أسابيع، وربما حتى شهورا، مئات القتلى من الإسرائيليين، والآلاف في الجانب الفلسطيني، ولذلك لن تخاطر أي حكومة في إسرائيل بهذا الخيار، سواء بسبب عدد القتلى، أو بسبب السؤال عمن سيحكم بعد ذلك".
وأشار إلى أنه "من الواضح للجميع أن انهيار حماس قد يعيد المسؤولية عن القطاع لإسرائيل بالمسؤولية عن مليونين ونصف مليون فلسطيني، موضحا أنه باستثناء عدد من السياسيين من اليمين المتطرف، فلا أحد يتحدث بالفعل عن استعادة قطاع غزة".
شالوم يروشالمي المحلل السياسي لموقع زمن إسرائيل، أكد أنه "حتى لو تم التوصل لوقف إطلاق النار في الساعات المقبلة، فإن الإنجاز الإسرائيلي في القضاء على كبار مسؤولي الجهاد الإسلامي هو أمر مؤقت فقط حتى الجولة القادمة، وبعد كل هذه الحرب، وعلى افتراض التوصل لوقف لإطلاق النار قريباً، فإن الشعور المتبقي هو شعور مؤقت، رغم محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحصول على أقصى استفادة من المواجهة الحالية، واستعادة مكانته التي تم تقويضها مؤخرًا من خلال الحرب".
إن التقييم الإسرائيلي للعدوان الجاري على غزة يأخذ منحنيات جديدة، مفادها أنه لا يمكن وقف المقاومة بالسرعة "المأمولة"، بل إن سباقها مع الزمن، وتوجيه ضربات موجعة للاحتلال، يعني تغييرها لقواعد اللعبة التي سعى الاحتلال إلى وضعها، من خلال إبقائها ممسكة بمراكز القيادة والتحكم ومواقع الإطلاق الأساسية، بدليل وصول صواريخها إلى وسط فلسطين المحتلة.