قال جنرال إسرائيلي؛ إن "رئيس الأركان بإخفائه الحقيقة عن وضع
الجيش الصعب، إلى جانب المستوى الأمني، يساهم بشكل كبير في تفكك الجيش، والتسبب بمزيد من القتلى والجرحى"، مشددا على أن الجيش ليس لديه قدرة على الاستمرار.
وأوضح الجنرال إسحاق بريك في مقال نشرته صحيفة
"هآرتس" العبرية، أن الحرب مستمرة منذ أكثر من سنة ولا نرى نهايتها. مؤكدا أنه لم يتحقق أي هدف من أهداف الحرب؛ سواء تحرير الأسرى، أو إعادة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم، أو تدمير حركة حماس أو حزب الله، أو إبعاد إيران عن وكلائها، على حد تعبيره.
وتابع بريك قائلا: "اقتصاد إسرائيل في
حالة انهيار، والمناعة الاجتماعية في حالة تفكك، وعلى شفا الحرب الأهلية، والعالم
المتنور ينفصل عن إسرائيل، والجيش البري تآكل إلى أقصى درجة".
وأردف بقوله: "الجيش لا
يقول الحقيقة للمستوى السياسي عن الأزمة الشديدة في صفوفه، وعن جنود الاحتياط
الذين 40 في المئة منهم أصبحوا يصوتون بالأرجل وهم غير مستعدين للخدمة مرة أخرى،
وعن الجنود النظاميين الذين يتم تسريحهم؛ بسبب حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم
على مواصلة القتال. والجيش البري موجود في حالة تفكك من ناحية
القوة البشرية وتنقصه الوسائل القتالية".
واستكمل قائلا: "لو زانا كائن فضائي، ماذا سيرى؟، سيرى بالضبط ما
وصفه الصحفي إيتي إنغل في برنامج "عوفدا" في الأسبوع الماضي. وإليكم ملخص
ما قاله (في مقاله عرض ضمن أمور أخرى، توثيق لجنازة وعدد من أعضاء حزب الله الذين
يطالبون بقتل شعبنا): "العدو تعزز، الثمن الذي يتمثل بحياة الإنسان ارتفع،
الحل السياسي بعيد أكثر من أي وقت مضى، الصورة التي يتم عرضها لنا، أن حزب الله
ضعيف وأن الجيش الإسرائيلي هو المنتصر في الحرب في
لبنان، هي مختلفة كليا
(..)".
إظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن "هذا الكائن من الفضاء كان سيرى أيضا، كيف أن رئيس الأركان هرتسي هليفي يحاول أن يعرض على المستوى السياسي وعلى الجمهور
صورة تقول بأن الجيش قوي جدا، وقادر على تنفيذ أي مهمة تلقى عليه إلى أن يتم تحقيق أهداف الحرب. لذلك، فإن وزير الدفاع الجديد، إسرائيل كاتس، المقطوع عن الواقع بشكل
تام، يعلن بأنه يجب مواصلة القتال ضد حزب الله حتى هزيمته بشكل كامل".
وذكر أن "هليفي يفعل ما يؤمر به دون أن يشرح له
بأن وضع الجيش الإسرائيلي متدن، ولا يمكنه سواء الدخول في عملية برية عميقة، أو
البقاء في المناطق التي احتلها بسبب النقص الكبير في جنود الاحتياط. الجيش لا
يمكنه أيضا وقف مئات الصواريخ والقذائف والمسيرات التي يتم إطلاقها كل يوم وتشل
الحياة وتدمر الشمال. رئيس الأركان يساهم في إخفاء الحقائق بشكل كبير إلى جانب
المستوى السياسي، وفي تفكك الجيش البري والتسبب بعدد كبير من القتلى والمصابين".
وأشار إلى أن "هذا الكائن كان سيرى سلوك
المستوى السياسي المنحرف، الذي تتغلب لديه الاعتبارات السياسية للبقاء على
اعتبارات الأمن القومي. وكان سيرى أيضا كيف أن الكثير من أبناء الشعب يتصرفون مثل
قطيع هائم، لا يعرف ما الذي يحدث من حوله، ويدعم المستوى السياسي والأمني".
وأكد أنه "في نهاية المطاف، هذا الكائن كان سيرى
كيف فتح وزراء الحكومة عيونهم وأدركوا أنه بقوة الذراع لا يمكن تدمير حزب الله
وإنهاء الحرب. وبناء على ذلك، فإن الحكومة توجهت الآن إلى مسار التسوية السياسية
بوساطة أمريكية".
واستدرك بقوله: "مع ذلك، رؤساء السلطات المحلية
في الشمال لا يوافقون على فكرة التسوية السياسية؛ لأنه بالنسبة لهم لا يمكن الوثوق
بأي اتفاق مع حزب الله، وهم يواصلون المطالبة بهزيمته العسكرية المطلقة، وهو الطلب
الذي لا يصمد في امتحان الواقع".
ولفت إلى أن "كائن الفضاء الذي ينظر إلينا، كان
سيرى بأن عددا من رؤساء المجالس والبلدات في الجليل الذين تخلوا عن البلدات وعن
السكان في الاستعداد للحرب، وأيضا في أثناء الحرب، لا يستحقون البقاء في مناصبهم. هذا
الكائن كان سيرى بأنه منذ بداية الحرب وحتى الآن، يوجد لدينا 1772 قتيلا و21744
جريحا، و787 جنديا قتيلا، و101 مخطوف (أحياء وأموات) و143 ألف مخلى من بيوتهم،
وتقريبا 300 ألف من الذين يخدمون في الاحتياط تم تجنيدهم، و26240 إطلاقا للصواريخ
والقذائف والمسيرات نحو أراضينا".
من جانبه، قال رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت إن "خطة الحرب سارت على نحو خاطئ"، مشددا على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يقم بأي شيء لإعادة الأسرى.
واتهم آيزنكوت في مؤتمر الأمن القومي والديمقراطي التابع للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، نتنياهو بعدم القيام بأي شيء لإعادة الأسرى، مضيفا أن "خطة الحرب سارت بشكل خاطئ بشكل كبير جدا".
وأرجع آيزنكوت ذلك إلى أن "هناك أشخاصا يجلسون في الغرفة، ولا يريدون أن يروا نهاية الحرب".