ما زالت المواقف الإسرائيلية تبدي قلقها من المصالحة "غير المتوقعة" بين السعودية وإيران، ومن تدعمهم من الحوثيين في اليمن، مما قد يشكل خطرا ملموسا على
دولة الاحتلال، ويضع جبهة قتال جديدة على عتبة أبوابها؛ لأنهم قد يوجهون قدراتهم نحوها؛ لأنهم في هذه الحالة سيكونون فقط بحاجة إلى "سبب".
يهوشاع كاليسكي الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والمسؤول الكبير السابق في الجيش، أكد أن "الاتفاقية بين السعودية وإيران لتجديد علاقاتهما الدبلوماسية المنقطعة منذ 2016 بوساطة صينية، تمثل بالنسبة لإيران إنجازا سياسيّا آخر يضاف لإنجازاتها العديدة في الآونة الأخيرة؛ لأنه عند تحليل تداعيات هذا الاتفاق على إسرائيل، يجب مراعاة سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من اليمن، بمساعدة عسكرية
إيرانية".
وأضاف في مقال نشره موقع
ويللا، وترجمته "عربي21" أن "الحوثيين مجهزون حاليّا بأسلحة إيرانية متطورة وتقنيات تحكم وسيطرة متطورة، مما يسمح لهم بمهاجمة أهداف في دول الخليج، بما فيها السعودية، بما لديهم من صواريخ أرضية وكروز بمدى يتراوح بين 50-2000 كم، ومضادة للطائرات والسفن، وطائرات بدون طيار، بما فيها الهجومية، ولأن المسافة بين الحوثيين في اليمن ومدينة إيلات ومحيطها جنوب إسرائيل تصل إلى 1500 كم، يجعل منهم خطرا محدقا".
وأشار إلى أن "ما يزيد قلق إسرائيل من تبعات اتفاق السعودية وإيران، أن الحوثيين نفذوا هجمات من اتجاهات مختلفة في الأعوام الماضية على منشآت شركة النفط والمواقع المدنية بالمملكة، وتسببت بأضرار اقتصادية فادحة، وإغلاق أجزاء كبيرة من الطاقة الإنتاجية للنفط، مما يجعل من الزاوية الإسرائيلية في ذلك الاتفاق، وحلفائهم الحوثيين، مسألة مهمة؛ لأن اليمن قاعدة لإرسال صواريخ باليستية وكروز وطائرات بدون طيار وأسراب مهاجمة للطائرات المسيرة نحو المملكة، مع إظهار قدرات تكنولوجية مثيرة للإعجاب للسيطرة والتوقيت".
وأكد أنه "فيما يتعلق بإيران، فالحوثيون ليسوا قوة استراتيجية، بل حلفاء ورأس حربة في القتال ضد إسرائيل، مثل حزب الله، لذلك هناك خوف إسرائيلي معقول من أنه في غياب الدافع لمهاجمة المملكة، فإن الحوثيين، بتشجيع إيراني، سيوجهون قدراتهم المؤكدة نحو إسرائيل، والسيناريو المحتمل هو ردّ إيراني على هجمات على أهداف من قبل المليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، وبدلا من ذلك تنفيذ استفزازات تهدف لاختبار الرد الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "التخوف الإسرائيلي يكمن في مهاجمة الحوثيين لمنشآت استراتيجية، مثل ميناء إيلات ومحيطها، ومنشآت النفط، ومهاجمة المطارات في المنطقة، أو مهاجمة السفن المملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر، مما ألحق أضرارا بالغة بالطريق التجاري لإسرائيل مع الهند ودول الشرق الأقصى، وفي هذا السيناريو، تجد إسرائيل نفسها محاطة بحلقة شيعية سنّية مسلحة بأسلحة متنوعة يسهل تشغيلها، ويصعب اكتشافها واعتراضها، وذات قدرات تدميرية متعددة".
إضافة للتخوف الإسرائيلي من الحوثيين جنوبا، تضم هذه الحلقة العراق شرقا، وحزب الله شمالا، وحماس والجهاد في قطاع غزة من الغرب، مما يجعل الخطر يهدد الملاحة في طرق البحر الأحمر، وقد يؤدي لإلحاق أضرار محتملة بسفينة إسرائيلية في طريقها على طول طرق التجارة الإسرائيلية مع دول شرق آسيا، مما يوضح بشكل أكبر الخطر الذي تواجهه دولة الاحتلال من الوضع الجديد، ويستدعي منها أن تحسب مسارا استراتيجيا متجددا للتعامل مع التهديد الذي قد ينشأ من تجديد العلاقات بين السعودية وإيران.