هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يناقش البعض مؤخراً مسألة إعلان أوكرانيا الحياد مقابل ضمانات روسية. إذا ما افترضنا أنّ هذه النقاشات جادة وحقيقيّة، فإنّ هدفها سيكون تأمين سلّم لبوتين للنزول من أعلى الشجرة التي علق في أعلاها. لكن هل ستؤمن أي ضمانات روسية من هذا النوع الآمن لأوكرانيا مستقبلاً؟ ..
هذه الأوضاع التي تعيشها تونس بما يكتنفها من غموض وما يتهددها من مخاطر تجعلها في أشد الحاجة إلى الحوار الوطني الجامع والتوافقات السياسية والاقتصادية المعقولة للخروج على أساسها من المأزق.. فهل توجد مؤشرات على ذلك أم إن حالة الانسداد لا تزال متواصلة؟
من أغرب ما قرأت في هذا الصدد توقعات استشرافية لثعلب الدبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر حول مصير أوكرانيا.. هذه التوقعات نشرت عام 2014 أي منذ 8 سنوات قال فيها كيسنجر: إذا تواصل عمى الغرب عن حقيقة أوكرانيا فستقوم حرب مدمرة لأن روسيا لن تقبل سوى بوضع أوكرانيا موضع جسر محايد..
إن تغير موقف الإخوان الرافض للترشح، كان من أكبر أسبابه: أن الموقف الدولي لا يتحمل ذلك ولا يقبله، فهناك رسالة حملها أحد الحلفاء وقتها، تفيد بأن الغرب ليست لديه مشكلة في ترشح إسلاميين، ومنهم الإخوان، فالعقدة الكبرى قد حُلَّت بالنسبة للإخوان للترشح..
المفاوضات وطاولاتها وملفاتها وأطرافها تكاثرت كالفطر؛ وتعدد الوسطاء وتناثر المتصارعون والمتحاورون على كامل مساحة الصراع السياسي والاقتصادي والعسكري المتخلق عن أزمة أوكرانيا مفضيا إلى مسارات متعددة في أبعادها ومستوياتها ومتشابكة في متغيراتها وعناصرها الطاقوية والديموغرافية والجغرافية والغذائية..
شروط بوتين الغريبة وغير القابلة للتحقّق في المرحلة الأولى من التفاوض، حيث أشارت بعض التقارير إلى أنّه اشترط من بين ما اشترط أن يتم التراجع عن كل الخطوات التي اتخذها الناتو بعد العام 1997 في ما يتعلق بالدول التي انضمت إليها لاحقا!
ليس هذا المقال دفاعا عن روسيا، ولا يمكن أن يكون، إنه دفاع عن وجهة نظر يجب أن تأخذ حقائق الجغرافيا المرة بعين الاعتبار، وإلا ستكون النتائج كارثية..
ما ليس بِعَصِيٍّ على الفهم من أمر "لغز حميدتي"، هو أن تشكيل ثم تقنين قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي، هي ثاني أكبر جريمة ارتكبها الرئيس المخلوع عمر البشير بحق السودان (الجريمة الأولى هي فصل جنوب السودان)..
اليوم، بعد أن كشفت الأيام الأولى للحرب بأوكرانيا حجم الوهم الذي كان هؤلاء يتاجرون به أو يؤمنون به عن "حسن" نية وإيمان بالمبادئ التي أراد الغرب والشرق أيضا تسويقها على أنها "حضارة كونية" أو حق إنساني"، صارت المراجعة أمرا حتميا لا هروب منه أو فكاك.
كان خصوم الثورة عارفين بهدفهم، يعملون له بوضوح، وكأنهم أصحاب حق، بينما كان حلفاء الثورة على عكس ذلك، أو يعملون بدرجة غير كافية لمساندة ثورة في بلدان عربية لم يكن لأهلها أي خبرة سابقة بالعمل بدولاب الدولة، وهو أمر طبيعي..
لقد استغل الاحتلال المغتصب انشغال العالم بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وقام بالتصعيد المتعمد في الأراضي الفلسطينية، لأنه يعلم أن المجتمع الدولي يدعمه، ومن جانب آخر الدول المتحكّمة في مجلس الأمن تدعمه بكل الوسائل السياسية والعسكرية..
إنّ الدعوة إلى الله تعالى عامة والعمل السياسي خاصة عمل عظيم لذا تقف في طريقهما جملة من المعوقات الداخلية تحاول عرقلة مسيرتهما أو تحريفهما أو تشويههما وتشويه رجالهما أو تمييعهما، وعلى الدعاة إلى الله تعالى أن يتفطنوا لذلك، فلا يستهينوا بها ولا يغفلوا أو يقصروا في معالجتها.
نحن اليوم أمام انقسام يتمترس خلفه كل طرف بحجة قانونية وسند سياسي وعسكري، مما يعني العودة بنا إلى المربع الأول في النزاع، وليس أمام الطرفين إلا التفاوض والتوافق، أما العناد واللجوء إلى قوة السلاح فلن تعضده حجة ولن يوصل صاحبه إلا إلى ما وصل إليه حفتر بعدوانه على العاصمة.
اللافت أن الاعتداءات على المنازل والمزارع والأهالي في مدينة الخليل وكذلك تنشيط الاستيطان وبناء مستعمرات وأبنية استعمارية في عمق مدينة الخليل إنما يهدف إلى إخلائها من أهلها العرب فيهودية الدولة تزحف بشكل متسارع في اتجاه مدينة خليل الرحمن كما في جنبات مدينة القدس وأحيائها المختلفة؛
الجغرافيا التي نرصد ديناميات الصراع حولها هي "أوكرانيا" التي وردت في الأدبيات الغربية على أنها "المجال الصحي" الذي يفصلهم عن مطامع روسيا التوسعية غرباً، وأما في العقل الروسي "أوكرانيا أرض تاريخية للروس"، ومن هنا نُدرك قبل الدخول في التفاصيل أهمية هذا المكان، وحساسيته الجيو سياسية والأمنية العالمية.
في الحروب كذب وخداع ومكر وفيها كلُّ ما يُذم.. فتنتج الموت والدمار، وانهيارات في العمران والاقتصاد والقيم والأخلاق.. وإذا ما انتصر فيها الأقوياء الطغاة البغاة والمجرمون الكبار فإنهم يمحقون الحقيقة والعدل والحرية وإنسانية الإنسان،