كشفت صحيفة "صباح" التركية، عن فحوى ما دار بين عناصر جماعة
فتح الله غولن، وبين مسؤوليهم بعد إدراكهم
فشل الانقلاب على الرئيس رجب طيب
أردوغان.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هناك عناصر من الجماعة الفاعلين في الجيش، كانوا قد شاركوا في الانقلاب بصورة فعلية، ومنهم أصحاب رتب عسكرية رفيعة، لكنهم بعد منتصف ليلة 15 تموز/ يوليو؛ أدركوا فشل الانقلاب، وانسحبوا، وسلموا أنفسهم، وأخبروا الشرطة والناس أنهم لا يعلمون ما يجري، وأنهم نفذوا الأوامر التي تلقوها وحسب، رغم علمهم الأكيد بأنهم كانوا في صدد تنفيذ انقلاب.
وكشفت أن أبرز الرسائل التي وصلت إلى هواتف جماعة فتح الله غولن بعد فشل الانقلاب، وتحديدا في الساعة الخامسة من فجر يوم 16 تموز/ يوليو؛ أفادت فيها الجماعة لعناصرها بأن "الوضع سيئ للغاية".
وأضافت الرسالة: "هذا بلاغ عاجل أوصلوه لكل المسؤولين، ومسؤولي المحافظات، والإخوة الكبار، والأخوات الكبيرات، ومسؤولي المؤسسات، فضلا عن كل منتسبي جماعة الخدمة.. عليهم جميعا أن يقوموا بكتابة منشورات على صفحاتهم في (فيسبوك) و(تويتر) تُدين الانقلاب بشدة، وأن ينزلوا فورا إلى الميادين، ويلتقطوا الصور لينشروها على صفحاتهم، ويكتبوا أنهم يساندون الديمقراطية، مع ضرورة أن لا يذكروا أبدا اسم غولن، وأن لا ينتقدوا أردوغان".
وتابعت: "الوضع صعب للغاية، ومن الممكن أن يسجنوا الجميع.. إذا ما سألوكم أخبروهم أنكم سمعتم عن الانقلاب من التلفاز".
ونقلت الصحيفة عن السلطات التركية، اعترافات أحد المعتقلين من الجماعة، وكان يبكي بشدة خلال استجوابه، ويقول: "لن أجيبكم عن الأسئلة.. لقد تدمرت حياتي، وأخشى أن يسمع فتح الله غولن أنني قدّمت اعترافات، حينها سيدعو عليّ.. حياتي الدنيوية تدمرت، ولا أريد أن تتدمر حياتي في الآخرة أيضا إذا دعا عليّ غولن".
وأشارت الصحيفة إلى أن محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، فشلت مع ظهور أردوغان على شاشات التلفاز، وطلبه من الشعب النزول إلى الشوارع والتوجه إلى المطارات، "وسرعان ما لبى الشعب هذا النداء، وكان الحراك الشعبي المهول بمثابة كسر للانقلاب، وضربة للانقلابيين الذين أدركوا فشل محاولتهم، وحاولوا الهروب أو التخفي، أو الظهور بمظاهر الأبرياء، وأنهم ليسوا سوى منفذين للأوامر".