كشفت صحيفة "ملييت" التركية، عن اعترافات أدلى بها
مصطفى كوتش يغيت، وهو أحد المهندسين العاملين في مقر رئاسة الوزراء، كان ينشر معلومات استخباراتية عبر حساب على موقع "تويتر" باسم "
فؤاد عوني"، ولم تستطع السلطات التركية كشف هويته على مدار أشهر طويلة.
وكانت السلطات التركية قد طالبت "تويتر" في السابق، بتزويدها بمعلومات عن "عوني"، إلا أن موقع التغريدات القصيرة رفض ذلك، وتسبب هذا الموضوع في أزمة بين
تركيا وإدارة "تويتر".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه "
عربي21" إن السلطات التركية تمكنت من القبض على "فؤاد عوني" بعد أيام من محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، وتفاجأت بأنه أحد العاملين في مقر رئاسة الوزراء، ومختص بالأمور التقنية، وقد أسفرت التحقيقات معه عن كشف معلومات صادمة حول كيفية حصوله على المعلومات التي كان ينشرها من داخل أروقة مراكز صنع القرار في تركيا.
ونقلت "ملييت" بعض اعترافات "فؤاد عوني"، التي ذكر فيها أنه توظف في مقر رئاسة الوزراء عام 2004، وذهب إلى أمريكا في 2009، ثم عاد إلى أنقرة بعد ثلاثة أعوام، وأكمل عمله في مقر رئاسة الوزراء منذ ذلك الحين، كاشفا عن أن جماعة
فتح الله غولن أسندت إليه مهمة جمع المعلومات من المحيط الذي يعمل فيه.
وأكد أنه كان يتراسل مع عناصر الجماعة عن طريق تطبيق "Bylock"، وأنه استخدم لاحقا تطبيقات أخرى مثل "Eagle" و"Tango"، مشيرا الى أن أهم خاصية في هذه التطبيقات أنها تحذف الرسائل تلقائيا خلال ثلاثة أيام.
وكشف "عوني" أيضا أنه كان يتواصل مع مهندسين يعملون داخل جهاز الاستخبارات التركي، وهم مسؤولون عن أمن المعلومات، مبينا أنهم ساهموا في تسريب الأخبار والمعلومات له، حسب ما تريد جماعة غولن، والأوامر التي تأتي من "الإخوة الكبار".
وذكر أن تسليم هذه المعلومات له كان يتم عن طريق "فلاشات USB"، وأنه كان يلتقي بهؤلاء المسؤولين في بيوت خاصة لجماعة غولن بصورة سرية، وأنه استطاع الحصول على قائمة بأسماء أكثر من 20 ألف شخص تعتبرهم
الاستخبارات التركية على علاقة بحزب الاتحاد الديمقراطي المصنف منظمة إرهابية في تركيا.
ونفى "مصطفى كوتش يغيت" أن يكون هو من استخدم حساب "فؤاد عوني" في "تويتر"، مشيرا إلى أن إدارة هذا الحساب كانت تتم من قبل مجموعة من الأشخاص عددهم من ثمانية إلى عشرة، يعيشون خارج تركيا.
واعترف بأنه كان يعلم بأن تسريب المعلومات الاستخباراتية "جريمة، ويضر بأمن تركيا"، ولذلك أقر بهذه التهمة، لكنه نفى علمه بأن يكون الانتماء لجماعة فتح الله غولن يُعتبر جريمة، مشيرا إلى قيامه بتنفيذ الأوامر التي جاءت له ممن كان يعتبرهم "إخوة كبارا" في الجماعة.
ولفتت الصحيفة إلى أن "مصادر متعددة في الحكومة التركية، أشارت في السابق إلى اكتشاف تعاون منقطع النظير بين جماعة فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني، وذلك من خلال تسريب المعلومات العسكرية إلى حزب العمال الكردستاني، وهو ما كان يقود إلى هروب المطلوبين من أماكنهم قبل قصف مواقعهم بدقائق معدودة".
وأضافت أن "العديد من المصادر الإخبارية التركية أشارت إلى أن جماعة غولن تعاونت من خلال عناصرها في الجيش على تسريب عناصر إرهابيين وانتحاريين إلى داخل تركيا، وغضت الطرف عن عمليات تفجير في أنقرة وإسطنبول، واكتفت بتحذير عناصرها من وقوع هذه الانفجارات، وذلك عبر تطبيق المراسلات Bylock".