كشف بلال
أردوغان، نجل الرئيس التركي، عن الأحداث التي عاشها مع والده ليلة 15 تموز/ يوليو، وذلك في مقابلة مع صحيفة "يني شفق" التركية.
وقال بلال إنّ رسالة وصلته من صديق موثوق تفيد بأمور مربية تحدث، كانت بمثابة الإشارة الأولى التي وصلته عن الانقلاب، مشيرا إلى أنّه شاهد عبر شاشة التلفاز جنودا وعساكر يسيطرون على جسر البوسفور، دون معرفة تفاصيل ما يجري في بداية الأمر.
وأضاف: "كنت برفقة عائلتي، وكنا على وشك النوم، قبل أن تأتيني رسالة تفيد بأنّ هناك حراكا مريبا، فتحت التلفاز وشاهدت مشاهد الجنود وهم على جسر البوسفور، فهمت الأمر سريعا، وتخيلت أمورا صعبة، وجهزت نفسي لأسوأ السيناريوهات الممكنة".
وقال أيضا: "قررنا الذهاب إلى مطار أتاتورك الدولي، وقرار ذهاب الرئيس بالطائرة إلى إسطنبول سبب لي قلقا شديدا، لكنني لم أعترض ولم أراجع والدي في ذلك، كوني أؤمن وأدرك بأننا نملك رئيس جمهورية على استعداد للوقوف في وجه أكبر المخاطر من أجل مصلحة بلده ووطنه".
وتابع: "وصلنا إلى مطار أتاتورك، وكان المدنيون سببا رئيسيا في حماية رئيس الجمهورية هناك، في الوقت الذي كانت تحلق فيه الطائرات الحربية على ارتفاعات منخفضة. كما لاحظت مع بزوغ الفجر، طائرة هليوكوبتر تحلق في الأجواء، وتشير بأسلحتها الرشاشة نحونا، وكنت أفكر بإمكانية التحقق من هويتها أو إسقاطها، لكن وجود المدنيين ساهم في التشويش عليها، وحماية رئيس الجمهورية، وأعتقد أنّ الله كان معنا، وهو الذي أنقذنا بحمايته وقوته".
وتحدث بلال أردوغان عن أنّ منظمة فتح الله
غولن استطاعت التغلغل والوصول إلى المراكز الحساسة داخل أجهزة الدولة، من خلال التعليم والمدارس الخاصة، ومن خلال استخدام التقية والتخفي، واستخدام الأكاذيب وانتهاك كافة الحرمات، من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وهو ما كان يُفتي به زعيمهم، ويقول لهم بأنّ هذه الأعمال مع انها تنتهك ما حرّم الله، إلا أنها جائزة من أجل تحقيق المبتغى.
وأضاف نجل الرئيس التركي أنّ تأخر عملية مكافحة ومحاربة التنظيم الموازي سببه قيام الأخير باستغلال بيروقراطية النظام التركي، وصعوبة تجاوز الإجراءات القانونية المعقدة للقضاء على عناصره، ولكن هذا الأمر أصبح أسهل بعد محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، وهو ما سرّع من عملية القضاء على عناصر المنظمة، حيث تم تصفيتهم تماما من جهاز التعليم، والأمر مستمر في بقية أجهزة الدولة ومؤسساتها.
وأضاف أنّ على الدولة التركية أن تستثمر أكثر في المعلمين الوطنيين، مشددا على ضرورة بناء آلية للامتحانات العامة، تمنع تسريب الأسئلة بأي شكل من الأشكال لأي أحد.
كما أكد على ضرورة تغيير المناهج الدراسية، وخصوصا منهاج التاريخ بما يتلاءم مع
تركيا وحاضرها ومستقبلها. وضرب مثالا ذلك كتب التاريخ التي كانت تنتهي في سرد الأحداث بتاريخ تأسيس حلف الناتو، حيث يرى نجل الرئيس التركي بضرورة أنْ يتناول المنهاج الدراسي حادثة إعدام عدنان مندريس، وكذلك الانقلابات المتكررة وما نتج عنها، وأخيرا الحديث عن انقلاب 15 تموز/ يوليو.