تحدثت صحيفة "تقويم" التركية عن فحوى الاعترافات التي أدلى بها باول وليامز، الذي وصفته بأنه عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي سابقا، وأشار فيها إلى علاقة أجهزة الاستخبارات والإدارة الأمريكية بجماعة فتح الله
غولن. في المقابل، تساءلت صحيفة "يني شفق" عن مصير مُخطط الانقلاب عادل أوكسوز ومكان اختبائه.
ونقل "تقويم" في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، قول وليامز بأنّ جماعة غولن هي عبارة عن أداة بيد وكالة المخابرات المركزية، بهدف التحكم بتركيا من خلالها، مشيرا إلى أنّ أمريكا لديها استراتيجية منذ زمن تهدف إلى السيطرة على خيرات بحر قزوين، لذلك سهلت مهمة انتشار مدارس غولن في
تركيا وتركمانستان وأذربيجان وكازاخستان، وذلك لإيمانهم بأنه يمكنهم السيطرة على هذه الدول دفعة واحدة باستخدام هذه الجماعة.
وأضاف وليامز قائلا، بحسب الصحيفة التركية: "لدى الجماعة رأس مال يُقدر بحوالي 50 مليار دولار، حيث إن هذه الأرقام وردت فقط في الأوراق الرسمية، وهي ليست نتاج نجاحات لرجل لم ينه سوى الصف الثالث الابتدائي، ولا هي عوائد المدارس التعليمية، بل هي نتاج تجارة المخدرات التي يستخدمها جهاز الاستخبارات الأمريكية، ويحول وجهتها بالشكل الذي يريد، وللدول التي يريد تنفيذ انقلاب فيها والسيطرة عليها، كما حدث في السابق".
ووفق ما أوردته الصحيفة، عن العميل المفترض، فإن "قدوم هيلاري كلنتون يعني استحالة تسليم غولن إلى تركيا، وذلك لأنّ جزءا كبيرا من الأموال التي تملكها الجماعة يذهب لتمويل السياسيين الأمريكيين، والجماعة تقود "اللوبي" التركي في أمريكا، وبالتالي فإنّه ليس من السهل تسليم غولن من قبل حليفتهم السياسية هيلاري كلنتون".
كما نسبت الصحيفة إلى وليامز قوله إنّ هناك أطرافا في السابق سعت إلى طرد فتح الله غولن إلى خارج أمريكا، لكن وكالة المخابرات المركزية حالت دون ذلك، لأنها تعتبره "رجلا مهما لأمريكا"، ويتم تصويره، "برغم جهله، وعدم قدرته على التحدث بالإنجليزية، على أنه نبي".
وفي سياق آخر، تساءلت صحيفة يني شفق، عن مصير المتهم الأول بالتخطيط لانقلاب 15 تموز/يوليو في تركيا، عادل أوكسوز، ومكان اختبائه، خاصة بعد تصريحات وزير العدل التركي بكر بوزداغ؛ التي أكّد فيها استحالة تمكن أكسوز من الهروب إلى خارج تركيا، في الوقت الذي أشار فيه الوزير إلى أنّ قدرة عادل أوكسوز على التخفي في تركيا طيلة هذه الفترة تفوق قدراته الذاتية، وأنّ هناك أطرافا خارجية ربما قدمت له الدعم.
كما نقلت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمه "
عربي21"، تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كيليتشدار أوغلو، الذي قال إنه قد وصلته معلومة جديدة حول أوكسوز، لكنه يرفض الكشف عنها لأنه "لا يملك دليلا حول مدى صحتها".
وتساءل الصحفي صالح تونا، مُعد الخبر، عن إمكانية اختباء عادل أوكسوز في السفارة الأمريكية في أنقرة، معتقدا أنّ هذا الاحتمال وارد، نظرا لوجود حصانة للسفارة ومسؤوليها، وأنّ أمريكا التي صورت انقلاب 15 تموز/ يوليو بأنه "لعبة إنترنت"، لن تكترث لو تم اكتشاف وجود أوكسوز في سفارتها. كما أنه من الممكن أن يصرّح الجانب الأمريكي أن أوكسوز "مواطن قدم إلينا وقدم لنا طلب الحصول على تأشيرة"، وفق "يني شفق".