استقبل 80 ألفا من
اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، شرق الأدن؛
رمضان هذا العام، كما هو الحال منذ خمس سنوات، تحت خيام وألواح من الصفيح في منطقة صحراوية تتصف بدرجات الحرارة المرتفعة والشمس الحارقة في فصل الصيف، في ظل عدم توفر الكهرباء.
لم يتذكر الحاج أبو محمد الحوراني، اللاجئ في مخيم الزعتري منذ ثلاث سنوات ونيف، إلا السهرات وجلسات رمضان الجميلة مع أبنائه الخمسة الذين ابتعد عنهم، بينهم ثلاثة في عداد المفقودين.
وأضاف أبو محمد لـ"
عربي21": "الأفراح لم تدق أبوابنا منذ زمن طويل؛ لأنها أصبحت ذكرى فقط تدق أبواب القلب والذاكرة في الأوقات الصعبة التي تمر علينا، فنعيش على الذكرى وأيام الخوالي".
وقال أبو محمد والدموع تبلل وجنتيه: "أتذكرهم (يقصد أبناءه) في هذه الأيام التي لها وقع خاص في نفوسنا.. كأنها تشبه السيف الذي يغرس في القلب دون ألم أو وجع من شدة الحزن"، متمنيا اللقاء بأبنائه الثلاثة المفقودين والعودة القريبة إلى قريته التي دمرها النظام السوري.
ومن جهته، عبّر عمر المحمود؛ عن حزنه الشديد لبعده عن وطنه وقضاء رمضانه الرابع مع أطفاله الخمسة بعيدا عن بيته وأهله.
ويضيف: "نحن في وسط صحراء لا ترحم ساكنيها، بلا كهرباء وعذاب لا يتحمله الحجر فكيف نحن البشر.. سنتحمل هذه الظروق القاسية، وسنصوم رمضان، داعين الله أن نعود إلى وطننا"، على حد تعبيره لـ"
عربي21".
أما اللاجئة أم خلدون الشامي، من ريف دمشق، فلا تخفي حزنها واشتياقها لأبنائها الذين يقاتلون في
سوريا، وهي تقضي شهر رمضان خارج منزلها وبلدتها.
وتعبّر أم خلدون عن شوقها لتناول الإفطار والسحور في بيتها بدمشق، وسماع أصوات المساجد في سوريا والمآذن التي كانت تصدح بأجمل الأناشيد والابتهالات الرمضانية، كما تقول لـ"
عربي21".
وأشار اللاجئ فادي العايد، وهو أب لستة أطفال؛ إلى موجة الأسعار المرتفعة وخاصة المواد الغذائية والخضراوت التي يحتاجونها كل يوم عند الافطار وغيره أيضا.
وتوقع فادي، خلال حديثه مع "
عربي21"، أن ترتفع الأسعار بشدة في الأيام القادمة من رمضان، وسيكون هناك استغلال من قبل التجار، كما حدث في السنوات الماضية، "ما نضطر معه في بعض الأحيان إلى بيع الفيزا كارد (التي تزودهم بها الأمم المتحدة) أو مقايضتها لنجلب ما نحتاج من حاجات منزلية متنوعة"، بحسب قوله.