أثار الأكاديمي
الإماراتي عبد الخالق عبد الله المقرب من ولي عهد أبوظبي، الجدل مجددا على الإنترنت بعد أن نشر مجموعة من التغريدات التي اعترف فيها بأن انتخابات
مصر تمثل "فضيحة" بسبب ضعف الإقبال ونجاح دعوات المقاطعة التي أطلقتها قوى المعارضة، فيما تراجع لاحقا عن اعترافاته، وهو ما فسره الكثيرون من المتابعين بأنه "استجابة لأوامر عليا".
ويعتبر أستاذ العلوم السياسية الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله، واحدا من الشخصيات الجدلية في منطقة الخليج، حيث إنه ينشط على "تويتر" بصورة لافتة ويتناول غالبية القضايا العربية والإقليمية بالتعليق.. إلا أن الكثير من تعليقاته تثير الجدل وتلفت الانتباه خاصة وأنه غالبا ما يعبر عن مواقف حكومة دولة الإمارات، بل إنه يسود الاعتقاد بأنه يعبر عن المواقف التي يرغب بها الشيخ محمد بن زايد شخصيا.
ونشر عبد الخالق عبد الله، مساء يوم الثامن عشر من تشرين أول/ أكتوبر الحالي، أي في نهاية اليوم الأول من الانتخابات المصرية، تغريدة كتب فيها: "الرئيس المصري يدعو الناخبين للتصويت والإخوان يدعون لمقاطعة الانتخابات والإقبال على التصويت في اليوم الأول ضعيف"، وبعد ظهر اليوم التالي (19/ 10) أعاد عبد الله الاعتراف بأن المصريين قاطعوا الانتخابات، وأكد أن الاقبال يكاد يكون معدوما، حيث إنه كتب تغريدة ثانية قال فيها: "المشاركة في اليوم الأولى من الانتخابات التشريعية في مصر هزيلة".
وكتب عبد الخالق لاحقا: "نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المصرية فضيحة مدوية للنظام السياسي الذي سخر إمكاناته ومؤسساته السياسية والدينية لدعوة الشعب للتصويت".. وتابع: "هناك علاقة وثيقة بين نسبة المشاركة في الانتخابات وشرعية أي نظام سياسي، فكلما تراجعت المشاركة ارتفع الشك والتشكيك في شرعية النظام السياسي"، وهو ما يعني أن الدكتور عبد الخالق يعترف علنا بأن غياب المشاركة في الانتخابات يمثل فشلا ذريعا للنظام في مصر، ودليلا على انعدام شرعيته وعدم قبول الشعب به وبإجراءاته.
وعلى الرغم من اعتراف الدكتور عبد الله بأن الانتخابات فشلت وشكلت فضيحة للنظام السياسي في مصر، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع بأن دعوات المقاطعة جاءت من جانب قوى المعارضة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، فإن عبد الله استدرك تحليله بالقول: "لا يوجد أي دليل على أن ضعف المشاركة في الانتخابات المصرية له علاقة بدعوة الإخوان للمقاطعة، فالجماعة تعيش على هامش المشهد السياسي المصري حاليا"، وهو ما فهمه كثيرون بأنه محاولة للتراجع عن التغريدات السابقة.
وقال ناشط سياسي إماراتي لـ"
عربي21" طلب عدم نشر اسمه إن الشخصيات الناشطة الموالية للنظام في أبوظبي كثيرا ما تتلقى الأوامر بشأن التغريدات أو البوستات التي تنشرها على الإنترنت والتي يعتبرها الأمن في الإمارات موجهة للرأي العام. وبحسب الناشط الإماراتي فإن شخصية مثل الدكتور عبد الخالق عبد الله عادة ما يكتب بحرية ويعبر عن رأيه الشخصي وتحليله، لكن أجهزة الأمن تتدخل بين الحين والآخر، وهو ما يمكن أن يكون قد حصل بعد أن نشر التغريدات التي يتحدث فيها عن فشل النظام المصري، حيث إنه ربما يكون قد أوعز له بأن ينقذ ما يمكن إنقاذه في تغريدات لاحقة.