إذا كنت من المهتمين بالتحليل الرياضي أو أنك تكسب رزقك من خلاله فعليك إعادة النظر بما تفعل.. هذا ما يشير إليه الداعية السعودي محمد صالح المنجد، في فتوى جديدة له تقول إنه "لا ينبغي أن يعمل المسلم كمحلل رياضي أو فني".
ففي أحدث فتاويه التي أثارت جدلا، قال المنجد في إجابته على سؤال يستفسر عن التحليل:
"وعن الذين يقومون ببيع آرائهم مقابل الحصول على المال، فهل هذه المتاجرة بالمواهب العقلية أخلاقية أم أنها تجر إثما؟"، على حد قول السائل. قال الشيخ إن "حكم عمل هؤلاء المحللين فإن ذلك يختلف تبعا لطبيعة المادة التي يعكفون على تجميع معلوماتها وتحليل واقعها، ويختلف – أيضا – باختلاف فعلهم من حيث الظن والتخرص، أو من حيث الجزم بوقوع شيء في المستقبل".
فبالنسبة للتحليل الرياضي والفني أوضح المنجد أنه "لا ينبغي أن يعمل المسلم كمحلل رياضي أو فني، ولا حرج في العمل كمحلل عسكري أو سياسي أو اقتصادي".
وقال المنجد في فتواه: "قد عجبنا ممن خرج على الفضائيات واشتهر بتحليلاته الرياضية، وقد رأيناه أضاع عمره في تتبع المباريات، وأداء اللاعبين، وإنه ليذهل السامع والمشاهد لما يسمعه ويشاهده من وفرة معلوماته في المباريات، والأداءات، والنجاحات للنوادي واللاعبين، وكل ذلك في أمور لا تنفعه عند ربه تعالى، ولا تعلي درجته، ولا تكفر سيئاته، ولو أنه استثمر طاقته وجهده في العلم النافع المفيد لصار أعجوبة!".
وأما "المحلل الفني"، بحسب المنجد، "وهو الذي يتابع الأفلام أو المسرحيات أو الأغاني ثم يبدأ بتحليل نجاح ذلك الفيلم أو انتكاس تلك المسرحية، ويحلل شخصية ذلك الفنان وتلك المغنية أو الراقصة! فكم سيكتسب مثل هؤلاء من آثام وذنوب مقابل ما يسمعونه ويشاهدونه؟! ثم يأتي التعظيم والمدح والثناء لأولئك الحثالات الذين فسدوا وأفسدوا، وضلوا وأضلوا بذكر أحوالهم، والدعوة للاقتداء بهم، واتخاذهم مثلاً أعلى!".
فيما نجا من هذه الفتوى، المحلل العسكري وزميله الاقتصادي، الذين أكد المنجد أن "الأصل في أعمالهم الإباحة"، فالمحللون العسكريون "يدرسون تاريخ الدول، والجيوش، والمعارك، ويقفون على حجم القوات العسكرية الغازية، أو المغزوَّة، وعلى واقع سياسات الدول وحكامها، ثم يعطي الواحد منهم نظرته لحقيقة الصراع، والنصح، والإرشاد، وتوقع ما يحصل. وأما المحلل المالي فيمكن أن يكون مباحا إذا لم يكن يثني ويشجع على المساهمة في الشركات والمؤسسات الربوية أو ذات الأعمال المحرمة، ويحرم إذا كان يشجع على ذلك".
انشغال مواقع التواصل بالفتوى
كالنار في الهشيم انتشرت الفتوى على مواقع التواصل وبين روداها الذين استنكروا ما أسموه "تحريم التحليل الرياضي" وأطلقوا عدة هاشتاغات عبروا فيها عن آرائهم أبرزها #فتوى_تحرم_التحليل_الرياضي.
واستهجن المغرد طارق الجباره الفتوى، معتبرها من التنطع في الدين قائلا:
ورغم اتفاقه مع الشيخ، فإن المغرد الذي يدعى وليد رفض أن يتم تحريم
التحليل الرياضي، وقال:
وفي لهجة سخرية قالت المغردة فضة المعداوي:
ودعا فائق منيف إلى التفريق بين الرأي الشخصي وبين الفتوى الشرعية وقال:
على الجانب الآخر اعتبر بعض المغردين أن الشيخ
المنجد لم يكن يقصد التحريم القطعي، خصوصا أنه لم يذكر لفظ حرام أو لا يجوز، واكتفى بلفظ "لا ينبغي".
وقال أحد المغردين مدافعا عن المنجد:
فيما دعا آخرون بإعادة قراءة الفتوى، والكف عن الكذب على لسان الشيخ، وقال عيسى المغامس: