سايمون هندرسون: قضية الغاز تتصدر زيارة رئيس قبرص لإسرائيل
لندن - عربي2117-Jun-1506:37 AM
شارك
دعت الورقة إسرائيل للاستفادة من ثروات الغاز الموجودة في مياهها - أرشيفية
قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن قضية الغاز كانت أبرز ملفات زيارة الرئيس القبرصي لإسرائيل، التي جرت قبل أيام في القدس.
وقال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد سايمن هندرسون، إن الرئيس القبرصي نيكون أناستاسياسدس ومرافقيه، وزيري الخارجية والطاقة، ركزوا في لقائهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على مستقبل موارد الغاز المكتشف حديثا قبالة سواحل البلدين، مشيرا إلى أن الأمن كان مطروحا، خصوصا بعد اكتشاف مخبأ للمتفجرات لحزب الله في قبرص الشهر الماضي.
وأوضحت ورقة المعهد، الذي يمكن اعتباره الذراع الفكري للوبي الصهيوني في أمريكا، أن إسرائيل كانت تولي قدرا قليلا من الأهمية لقبرص بشأن احتياطات الغاز الطبيعي البحرية، إذ لم يتم اكتشاف سوى حقل غاز واحد قبال سواحل الجزيرة (حقل أفروديت)، مقابل اكتشاف عدد من الحقول قبالة سواحل إسرائيل تحتوي على ثمانية أضعاف تلك الكمية تقريبا، ما يجعل التصدير هو الخطوة الأولى في المباحثات، خصوصا مع الطلب القليل للغاز في قبرص.
وتأتي هذه المفاوضات في وقت توقفت فيه إسرائيل عن تطوير حقول الغاز في مياهها، بسبب خلاف نشب في أواخر عام 2014، حين اعتُبر الاتحاد -الذي يجمع شركة التنقيب عن الغاز "نوبل إنرجي"، ومركزها مدينة هيوستن الأمريكية، وشركاؤها الإسرائيليون (الذين تترأسهم شركة "ديليك")- بأنه يمارس الاحتكار".
وكانت إدارة نتنياهو الجديدة، بحسب هندرسون، قد أعلنت أن تطوير حقول الغاز هي من أولويات الأمن القومي، الأمر الذي أدّى إلى تهميش رئيس "هيئة مكافحة الاحتكار" في إسرائيل الذي كان قد عرقل المشروع الذي تتزعمه "نوبل إنرجي" لدرجة أنه أعلن عن استقالته الشهر الماضي، موضحا أن تطوير حقل "ليفياثان" العملاق وإعادته إلى مساره الصحيح سوف تستغرق عدة أشهر، على حد قوله.
وتابع الباحث المختص في شؤون الطاقة بأن أنظار شركتي "نوبل إنرجي" و"ديليك" اتجهت نحو حقل أفردويت، اللتين تملكان رخصة التنقيب فيه أيضا.
وأوضح أنه على هامش قمة شرم الشيخ "وقعت «شركة الهيدروكربونات القبرصية" مذكرة تفاهم مع "الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية" لتطوير الحقل. كما أعلنت وزارة الطاقة القبرصية في 7 حزيران/ يونيو عن الطابع التجاري لحقل "أفروديت"، ما دفع بشركتي "نوبل إنرجي" و"ديليك" إلى تقديم خطة تطوير للحقل في 11 حزيران/ يونيو. وتدعو خطتهما إلى إرساء سفينة عائمة، لتخزين الإنتاج وتفريغه، تكون قائمة فوق الحقل، الذي يقع في مياه عميقة على مسافة تبعد أكثر من 100 ميل جنوب قبرص، بالقرب من حدودها البحرية مع إسرائيل، بحسب هندرسون.
وأشارت الورقة إلى أن الجهة التي سيصدر إليها الغاز ستكون مصر بالغالب "التي تواجه صعوبات في التأقلم مع تزايد الطلب المحلي على الطاقة، وفي الالتزام بعقود تصدير الغاز الطبيعي المسال"، موضحا أن إسرائيل درست فكرة تصدير الغاز إلى مصر من حقل تامار "الذي بدأ بالإنتاج لتلبية الطلب المحلي، وسيزوّد قريباً منشأتين صناعيتين أردنيتين بالقرب من البحر الميت".
وحول خطط التصدير، فإنها ستشمل "عكس اتجاه خطوط نقل الغاز بين البلدين، تلك الخطوط التي زوّدت إسرائيل بالغاز المصري سابقاً. وقد تعرض الخط القديم لعمليات تخريب متعددة؛ لذا، هناك طرح لبناء خط جديد في البحر".
وأوضح الباحث أنه "بالإضافة إلى العقبات التجارية والمالية والتقنية، فإن رد فعل تركيا قد يطرح مشكلة أيضاً. فعلى الرغم من انشغال أنقرة على ما يبدو بانتخاباتها البرلمانية الأخيرة، إلا أنها أثارت ضجة دبلوماسية سابقاً حول التنقيب عن الغاز قبالة شواطئ قبرص، إلى درجة أنها نشرت سفناً وطائرات عسكرية في المنطقة".
وتابع بأن تركيا تعتبر أنها السوق الطبيعي لصادرات الغاز القبرصي والإسرائيلي، كما تعترض كذلك على تنقيب حكومة نيقوسيا عن الغاز في البحر دون مشاركة القبارصة الأتراك، الذين يعيشون في شمال الجزيرة الذي يحتله الجنود الأتراك منذ عام 1974، بالإضافة إلى التنافس على القيادة الإقليمية ما بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
واختتم هندرسون ورقته بالقول إن اجتماعات القدس "التي تخللتها مأدبة رسمية في منزل الرئيس ريفلين، تؤكد على أهمية العلاقات القبرصية- الإسرائيلية"، داعيا إلى أن خطط تطوير حقل "أفروديت" يجب أن تذكّر إسرائيل أيضاً بضرورة عدم التأخر في الاستفادة من ثروات الغاز في مياهها.