بالتزامن مع تقدم الثوار في إدلب وريفها، حيث تمكنوا من السيطرة على مدينة إدلب ثم
جسر الشغور، استطاع الثوار في
سهل الغاب، التابع لريف حماة لكنه يشكل امتدادا لريف إدلب وريف
اللاذقية، ترتيب صفوفهم والتنسيق مع فصائل في ريف حماة الغربي وريف اللاذقية، لتشن هجوما كبيرا في المنطقة، مستفيدين من تخلخل صفوف قوات النظام والخيبة التي منيت بها بعد خسارتها مدينة إدلب في بداية عمليات
جيش الفتح.
فخلال معركة تحرير جسر الشغور، شن الثوار هجوما على حواجز ونقاط تمركز قوات النظام في سهل الغاب، بريف حماة الغربي، واستطاعوا تحرير أكثر من 30 نقطة عسكرية خلال الأيام الماضية من الجهتين الغربية والشرقية.
وأكد، أبو أحمد، القيادي في الفرقة الساحلية الأولى، في حديث لـ"عربي21"، أن الفرقة كانت من أكبر الفصائل المشاركة في معركة تحرير سهل الغاب، وأن مهمتها اقتحام حواجز النظام من الجهة الغربية لسهل الغاب.
وأوضح أبو أحمد أن مقاتليه استطاعوا تحرير كل الحواجز والقرى التي هاجموها، وهي السرمانية، وبيت ثائر، والكمب، وفورو، وبيت نظير، والبناية، والشيخ سنديان، الطاحون.
وأوضح القائد في الفرقة الأولى في الساحل، أن لسيطرة الثوار على هذه النقاط أهمية كبيرة، حيث استطاعوا قطع الطريق الواصل بين مناطق النظام في الساحل ومناطق تواجده بالداخل السوري، وهذا الطريق يعتمد عليه النظام بشكل أساسي في نقل السلاح والذخيرة القادمة له عن طريق البحر.
وفي الأثناء، حاولت قوات النظام صباح الخميس التقدم من محور قمة النبي يونس في جبل الأكراد، في ريف اللاذقية، باتجاه مناطق سيطرة الثوار، ولكن الثوار استطاعوا التصدي لها وتكبيدها خسائر كبيرة، وفق مصادر ميدانية.
وحسب المصادر، فإن هدف قوات النظام الأول من هذه العملية كان صنع "نصر وهمي" لامتصاص غضب عائلات "شبيحته" في الساحل، مع دفن أكثر من 200 قتيل من أبنائهم بعد مقتلهم معارك ريف ادلب وريف حماة، بالإضافة الى وجود أكثر من 300 جريح داخل مشفى تشرين العسكري والمشفى الوطني بمدينة اللاذقية، كما يوجد العشرات من الذين قتلوا في الاشتباكات ولم يستطع النظام سحب جثثهم من مناطق الاشتباك.
ويذكر أن قمة النبي يونس تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث إنها أعلى قمة في ريف اللاذقية، وتطل على سهل الغاب وجسر الشغور وقرى جبل الأكراد يستخدمها النظام في قصف المناطق المحررة.
كما تحاول قوات النظام السيطرة على قرية "جب الأحمر"، لفتح الطريق الواصل بين منطقة صلنفة بريف اللاذقية، والتي تعد من أكبر مراكز الشبيحة، وبلدة جورين في سهل الغاب، لاختصار المسافة بين المنطقتين وتعزيز تواجده في جورين التي تتوجه أنظار الثوار للسيطرة عليها.
من جهته، تحدث علي الحفاوي، المسؤول الإعلامي لحركة أحرار الشام في الساحل، لـ"عربي21" عن المعركة في ريف إدلب وسهل الغاب، بقوله: "بالتنسيق بين أكبر الفصائل المعارضة على الساحة السورية، وهي جبهة النصرة وأحرار الشام وأنصار الشام وجيش الإسلام وفيلق الشام، وعدد آخر من الفصائل، انطلقت
معركة النصر لتحرير جسر الشغور، مستخدمين ما توفر لهم من أسلحة، واستطاعت خلال أربعة أيام السيطرة على المدينة بشكل كامل".
وأضاف: "لم يتبق في جسر الشغور أي نقطة تحت سيطرة قوات النظام سوى المشفى الوطني، الذي كانت قد حولته إلى نقطة عسكرية ضخمة، والآن الثوار يحاصرونه بشكل كامل، ويتوقع تحريره في اليومين القادمين" وفق تقديره.
أما أبو أحمد فقد أكد أنه "لا يوجد مفر لعناصر النظام المتواجدين داخل المشفى الوطني بجسر الشغور، حيث إن هذا الطريق كان طريق انسحابهم الوحيد من المنطقة، وهم الآن محاصرون بشكل كامل" حسب قوله.