سيطرت قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها على عدد من النقاط الاستراتيجية في ريف
حلب الشمالي، انطلاقا من بلدتي
نبل والزهراء اللتين يحاصرهما الثوار من ثلاثة أطراف في ريف حلب الشمالي
وذكر ناشطون أن قوات النظام السوري دخلت قريتي المسلمية والجبيلة ومعمل الإسمنت ومعمل الزجاج بالقرب من السجن المركزي، ومنطقة السوق الحرة.
وبحسب ناشطين، جاء ذلك بعد أن تمكّن الثوار من إطباق الحصار على قوات النظام في قرية حندرات، إلا أن النظام نجح بفك الحصار عن قواته بالسيطرة على نقطة معمل الإسمنت بالقرب من حندرات وفتح طريق إمداد جديد إلى القرية لعناصره.
من جهة أخرى، استخرج الدفاع المدني للريف الشمالي 10 جثث تابعة لميليشيات شيعية قتلوا في معارك حندرات مع الثوار، ضمن اتفاقية للتبادل بين النظام ولواء أحرار
سورية التابع للجبهة الإسلامية.
وكانت قوات النظام قد اعتقلت مؤخرا رئيس ورشة كهرباء إحدى مناطق الريف الشمالي، وهو عبد السميع عفش، مع اثنين من عمال الورشة، رغم تنسيق الأخير مع منظمات إنسانية لدخوله الى خط الاشتباك لتصليح الكهرباء، ولكن قوات النظام نقضت العهد واعتقلت عبد السميع عفش، شقيق أحمد عفش قائد لواء أحرار سورية وقامت بتصفيته على الفور، واقتيد من بقي من ورشة الكهرباء إلى فرع الأمن العسكري.
وطالبت قوات النظام فيما بعد بجثث ميليشيات شيعية مقابل جثة شقيق قائد لواء أحرار سورية، ما دفع اللواء لمطالب الدفاع المدني المنتشر في الريف الشمالي باستخراج جثث جنود النظام وعناصر الميلشيات الذين قتلوا في حندرات للمبادلة مع جثة عبد السميع، والعديد من عناصر المعارضة المسلحة الذين قضوا في اشتباكات الريف الشمالي.
بدوره، قال بلال أحد عناصر الدفاع المدني لـ"عربي 21"؛ "عندما كنا نخرج جثث قتلى الميليشيات الشيعية في حندرات، كان بعضها بلا رأس وبعضها تحمل وشوم لسيف علي رضي الله عنه، وعبارات كتبت باللون الأخضر على ثيابهم مثل "يا علي مدد".
وتعتبر قرية حندرات قرية استراتيجية لأنها تقع على أحد الطرق الواصلة بين حلب والريف الشمالي، حيث استطاع النظام بسيطرته على القرية أن يرصد الطريق الرئيسي إلى مدينة حلب، بحيث بقي لحلب طريق واحد وهو طريق الكاستيلو– الجندول، لكن يعتبر هذا الطريق خطيرا بسبب استهدافه بالطيران الحربي والمروحي بشكل مستمر.
ويهدف النظام بعملياته في الريف الشمالي في مناطق "حندرات– سيفات – الجبيلة" إلى الوصول الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، حيث تشارك ميلشيات من المدينتين في عمليات النظام في مناطق مختلفة من حلب وريفها.
ويحاصر الثوار البلدتين منذ أكثر من عامين بعد قطع طرق الإمداد عنهما، ولكن بوجود مدينة عفرين الكردية المجاورة لمدينتي نبل والزهراء كُسِر هذا الحصار بسبب سياسة حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، حيث فُتحت الطرق من المناطق الكردية نحو البلدتين.
ويستطيع أهالي البلدتين وقوات النظام المتواجدة داخلهما بشراء ما يحتاجون من مدينة عفرين الكردية والذهاب إلى المنطقة لقضاء حاجياتهم، وهذا ما تسبب في اشتباك فصائل من الثوار مع مقاتل حزب الاتحاد الديمقراطي عدة مرات.
وبقي لقوات النظام للوصول الى مدينتي نبل والزهراء 7 كيلو متر وثلاثة قرى تقريباً وهي "باشكوي – رتيان –ماير" وتقود هذه العمليات ميليشيات شيعية إيرانية وعناصر من دول أخرى. وبحسب اعتراف أحد الأسرى من هؤلاء العناصر، وهو من من الأفغان، فإنهم يتقاضون مبلغ قدره 700 دولار، حيث رفض النظام أن يبادل على هؤلاء باعتبارهم مرتزقة وطالب بعناصر الميليشيات الأخرى الإيرانية والمرتبطين بها.
وبعد التطورات الأخيرة، يقترب النظام السوري من فك الحصار عن نبل والزهراء والوصول إلى طريق الإمداد المتبقي لحلب الكاستيلو- الجندول ليطبق على مدينة حلب، وسط عجز الثوار عن إيقاف زحف النظام بإتجاه مناطق مفصلية لحلب وريفها.