أعلنت الفصائل العسكرية للثوار في مدينة
حلب عن مقتل العشرات من
الميليشيات الشيعية في منطقة حندرات في الريف الشمالي من المدينة، خلال المعركة التي حاولت فيها الفصائل إعادة السيطرة على القرية التي سيطرت عليها قوات النظام منذ أيام قليلة.
وبثت
الجبهة الإسلامية صوراً ومقاطع فيديو تظهر جثث مقاتلين من الميليشيات الشيعية الإيرانية ومن بلدان مختلفة، ويحمل أصحاب هذه الجثث هويات وأوراق باللغة الفارسية ولغات عدة.
وتمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على تل يعتبر استراتيجيا في تلك المنطقة، وعلى قسم من بلدة حندرات، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، وتعتبر بلدة حندرات منطقة هامة لطرق الإمداد الرئيسية في مدينة حلب، حيث أعلن الناشطون عن توقف طريق حندرات-حلب بسبب استهدافه من قبل قوات النظام بالأسلحة الثقيلة.
وقال الإعلامي عبد الله زيدان في حديث لـ"عربي21"، إن النظام حاول التقدم باتجاه منطقة الملاح شرق مدينة حريتان في الريف الشمالي، ليقطع طريق الامداد المتبقي لمدينة حلب وهو الكاستيلو-حلب، ولكن الثوار تصدوا للمحاولة واستطاعوا ان يلحقوا خسائر فادحة في صفوف الميليشيات الشيعية المشاركة في عملية الاقتحام، والآن الثوار يقومون بعملية عكسية في بلدة حندرات وسيفات، ويحاولون التقدم باتجاه البلدة لاستعادتها، لأن سقوطها بيد النظام هو خطر كبير على مدينة حلب.
ويعتبر طريق الكاستيلو الطريق الأخير لطرق الإمداد لمدينة حلب، وأصبح الطريق عرضة للخطر من قبل قوات النظام ولكنه سالك، حيث حاولت قوات النظام ان تتمركز في نقاط مطلة على هذا الطريق لقطعه نهائياً بهدف أن تقع مدينة حلب تحت وطأة الحصار.
وبحسب ناشطين، فإن النظام السوري يرسم منذ شهور خطة لحصار المدينة عبر تشكيل طوق عسكري في محيطها، حيث استطاع أن يسيطر على معظم الطوق الشرقي للمدينة، كتلّة الشيخ يوسف والمدينة الصناعية وحيلان والسجن المركزي، والآن سيطر على قرية حندرات، ويحاول التوجه الى منطقة الملاح في شمال حلب والنقطة القاصمة للمعارضة المسلحة، والتي عن طريقها يستطيع النظام قطع جميع طرق الامداد إلى مدينة حلب.
ورجح ناشطون، أن يسلك النظام السوري طريقاً آخر لمحاولة حصار مدينة حلب، وذلك عبر التقدم نحو مخيم الحندرات الفلسطيني والذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة ومنه إلى مشفى الكندي ومن ثم دوار الجندول عقدة الوصول الرئيسية لمدينة حلب، فقد أصبحت احتمالات الحصار لدى النظام كثيرة وسهلة التنفيذ بسبب اقترابه من نقاط طريق الإمداد الرئيسي والذي يصل الريف الشمالي مع مدينة حلب.
يشار إلى أن قوات النظام استطاعت منذ شهور أن تسيطر على المدينة الصناعية وأن تغلق طريق الإمداد بين الريف الشرقي وحلب، وأن تسيطر على نقاط استراتيجية هامة في الشرق، حيث قطعت الآن أحد طريقي الإمداد من الريف الشمالي الى حلب، وتحاول أن تغلق الطريق الآخر الوحيد المتبقي لاهالي المدينة.
وفي السياق فقد تخوف ناشطون من إطباق الحصار علي مدينة حلب وتخوفوا مما قد يحصل في المدينة من تدهور الوضع الإنساني وسقوط سريع لأحياء مدينة حلب في حال حصارها من قبل قوات النظام، ما يعرض المدينة لسيناريوهات باتت معروفة في حمص وريف دمشق وأماكن متفرقة من سورية.