تستعد
مدارس الضفة الغربية لدخول العام الدراسي الجديد وعينها على قطاع
غزة المدمر، حيث يبلغ عدد طلاب المدارس فيه أكثر من مليون ومئة ألف، موزعين بين الضفة والقطاع.
طلاب القطاع عندما يذهبون إلى مدارسهم سيجدونها إما أنقاضا، أو لحقت بها أضرار أو أنها ملجأ للنازحين، وفي كل الأحوال سيجد الطلاب مقاعد فارغة لزملاء لهم استشهدوا، وآخرين جرحوا.
وبحسب وزارة التربية والتعليم، استهدف الاحتلال عشرات المدارس، من ضمنها مدارس وكالة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الأونروا"، وإلحاق أضرار فيها، حيث دمر 25 مدرسة تدميرا كبيرا جدا، وثماني مدارس دمرت بشكل كامل، كما تم استهداف ست جامعات فلسطينية.
وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عبد الحكيم أبو جاموس لـ"عربي 21"، إن وزارة التربية والتعليم تعكف على استئناف العام الدراسي كالمعتاد، رغم ما جرى من حرب في قطاع غزة، وهناك خطة من 3 مراحل بخصوص قطاع غزة لاستئناف الدراسة بشكل اعتيادي بالتعاون مع وكالة الغوث واليونسيف.
وأوضح أن العام الدراسي الجديد في قطاع غزة سيتم عبر ثلاث مراحل: حيث يبدأ العام الدراسي في المرحلة الأولى بالتركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية للطلبة والأهل، وتنفيذ نشاطات جماعية وفردية في مجال التفريغ والإرشاد النفسي والتوعية، بالمحافظة على سلامة الأطفال. ومن ثم المرحلة الثانية: التي تتمثل بالتهيئة وتوفير التجهيزات اللازمة والاحتياجات من خلال الإدارات المتخصصة. والمرحلة الأخيرة: هي الدوام المدرسي والأكاديمي الذي قد يتم بعد ثلاثة أسابيع على الأقل.
وأكد أبو جاموس أن الأضرار في المؤسسات
التعليمية كبيرة، فهناك 141 مدرسة تضررت منها 25 مدرسة ضررا كبيرا، إلى جانب وجود 20 مدرسة تابعة للحكومة تحولت إلى مكان لإيواء المهجرين من منازلهم، ناهيك عن عشرات المدارس التابعة لوكالة الغوث.
ووفقا لإحصاءات الوزارة، فإن 19 من موظفيها استشهدوا وأصيب عدد آخر، إلى جانب استشهاد وجرح الآلاف من الطلبة في مختلف المراحل التعليمية، وهناك ست مؤسسات تعليم عالٍ تضررت هي: الجامعة الإسلامية، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكلية مجتمع جامعة الأقصى، وكلية فلسطين التقنية، وكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا.
وتظهر البيانات الأولية أن التكلفة التقديرية لإصلاح الأضرار التي لحقت بالتعليم تتجاوز الـ 10 مليون دولار.
وفي ظل هذه الاستعدادات أطلق المكتب الحركي للمعلمين في الضفة الغربية حملة لدعم طلبة قطاع غزة ضمن حملات إغاثة القطاع.
وقال محمد صلاح، منسق الحملة التي أطلق عليها إسم "جسور العلم" أنها تأتي لدعم الطلبة في قطاع غزة قبيل العام الدراسي الجديد، والوقوف إلى جانبهم، والتأكيد على حقهم في التعليم.
وأضاف لـ"عربي 21": "رسالتنا هي تأكيد على أن التعليم سلاح ضد سياسة التجهيل التي يتبعها الاحتلال، ويجب على كل العالم دعم ورفع الظلم عن غزة، الحملة بدأت منذ أسبوع وتجمع مستلزمات الدراسة والحقائب المدرسية للطلبة المشردين في قطاع غزة، الذين تحولت مدارسهم الى أماكن إيواء ولجوء".
وأشار إلى أن هناك إقبالا شعبيا واسعا للمساعدة في جمع أكبر عدد ممكن من الحقائب، ومبادرة كبيرة من المواطنين للتبرع، وتشمل الحملة محافظات الوطن كافة.
ويرى الأخصائي التربوي رائد سناقرة أهمية المعالجة النفسية للطلاب في ظل ما مروا به من ويلات العدوان الإسرائيلي، ونوه إلى تحصيل المختصين والتربويين الفلسطينيين للخبرة التي اكتسبوها مع التعامل مع حالات مشابهة، في ظل اجتياحات الضفة الغربية العام 2002 والحروب على قطاع غزة.
وشدد سناقرة لـ"عربي 21" على أهمية القيام بفعاليات تربوية ونفسية بالتعاون مع جهات ذات اختصاص، سواء في وزارة التربية ووكالة الغوث ومنظمة اليونسيف، إضافة الى مؤسسات المجتمع المدني التي لديها برامج في الدعم النفسي، لإزالة اثار العدوان عن الطلبة.
وقال: "البيئة التعليمية بحاجة لتوظيف كل الطاقات من أجل إنقاذ الطلبة من آثار الحرب العدوانية، كون شريحتها من الأطفال والفتية التي تعد الشريحة الأكبر في المجتمع الفلسطيني، كما يتطلب ذلك توفير المساعدات المادية، كون القسم الأكبر من الطلبة فقدوا منازلهم وأغراضهم".