كشف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حجم التواطؤ الذي أظهره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع "
إسرائيل" خلال الحرب على
غزة.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء الاثنين في مبنى وزارة الحرب بتل أبيب، سأل أحد الصحافيين نتنياهو: "هل أجريت اتصالات مع أبو مازن خلال الحرب، وهل هو يمثل جزءاً من الحل"، رد نتنياهو قائلاً: "تواصلت الاتصالات بيننا وبين أعلى المستويات في السلطة الفلسطينية، فهناك مصلحة مشتركة بيننا في ضرب حركة
حماس".
وأضاف: "بكل تأكيد أبو مازن جزء من الحل، لكن عليه أن يتخلى عن المصالحة مع حركة حماس"
وشدد نتنياهو على أن "إسرائيل" تتمتع بدعم وتفهم إقليمي عربي ودولي للحرب التي تشنها على حركة حماس، معتبراً أن الحركة باتت "منبوذة" من معظم الدول العربية، باستثناء قطر وتركيا.
وحمل نتنياهو قطر المسؤولية عن تمويل بناء الأنفاق الحربية التي حفرتها حركة حماس، والتي باتت تشكل معضلة استراتيجية لإسرائيل.
وهاجم نتنياهو بشدة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان لانتقاداته الحرب على غزة، معتبراً أنه لا سامي.
وأضاف: "رئيس الوزراء التركي يقتفي آثار طالبان والقاعدة في دعايته ضد إسرائيل".
من ناحية ثانية حملت صحافية "إسرائيلية" بارزة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسؤولية عن تغول الكيان الصهيوني على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" مساء الاثنين، كتبت عميرة هاس أن سلوك عباس أعطى الانطباع بأن سقوط الفلسطينيين بين قتلى وجرحى يأتي نتاج خلاف بين حماس وإسرائيل وليس ضمن سياسة القمع التي تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وفي سياق مختلف، أشاد معلق عسكري "إسرائيلي" بارز بالروح القتالية لمقاتلي "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، مشدداً على أن معركة "
الشجاعية" هي "أشرس" معركة خاضها الجيش الإسرائيلي منذ عام 2006.
وفي مقال نشرته "معاريف" صباح الثلاثاء، قال معلق الشؤون الاستراتيجية يوسي ميلمان إن معركة "الشجاعية" دللت على أن مقاتلي "كتائب القسام" لم يرتدعوا عن مواجهة الجيش الإسرائيلي حتى مع إدراكهم حجم التفوق العسكري والتكنلوجي، الذي يحظى به الجيش الإسرائيلي.
من ناحيته قال رون بن يشاي، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الحملة البرية ستركز بشكل أساس على حي "الشجاعية"، على اعتبار أنه يضم معظم البنى التحتية لكتائب القسام، والمتعلقة بإنتاج الصواريخ والوسائل القتالية.
ونوه بن يشاي إلى أن رؤساء المجالس الاستيطانية في محيط قطاع غزة يمارسون حالياً ضغوطاً كبيرة على وزير الحرب موشيه يعلون لعدم إنهاء الحرب الحالية قبل القضاء على خطر الأنفاق.
ونقل بن يشاي عن مصادر عسكرية قولها إن "الشجاعية" تمثل مركز الثقل العسكري واللوجستي لكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وأضاف: "الشجاعية" تحولت في الوعي الجمعي الفلسطيني لرمز المقاومة الفلسطينية للاحتلال، مما يوجب على "إسرائيل" العمل على حسم المواجهة فيها لصالحها.
ونوه إلى أن إسرائيل تحاول من خلال الحرب على غزة ردع حزب الله والحركات الجهادية التي اتخذت مواطئ قدم لها في دول تتاخم فلسطين.
من ناحيته، وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل اليوم" الاثنين، أوضح المعلق العسكري يوآف ليمور أن عناصر "كتائب القسام" يحرصون على استهداف الأهداف العسكرية، منوهاً إلى أنه بإمكانهم المس بأهداف مدنية، لكنهم لا يبدون رغبة في ذلك.