قالت مصادر مطلعة إن عدداً من الشركات الأجنبية الكبرى التي كانت تعمل في السوق
المصري، بدأت تتخارج من مصر خلال الفترات الماضية، وأن الخسائر التي مازالت تطارد الشركات هي أكبر دافع للهروب من السوق المصري.
وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة لـ "عربي 21"، أن شركة شل الأمريكية هي أولى الشركات التي أعلنت انسحابها من السوق المصري، بعد اتجاهها إلى بيع حصتها في محطات توزيع الوقود التي كانت تمتلكها في مصر لشركة توتال الفرنسية.
وتوقعت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أن تواصل شركة شل تقليص حجم أعمالها في مصر خلال الفترة المقبلة، وأن تقوم بتجميد غالبية أنشطتها وخاصة في مجال التكرير والحفر والتنقيب، في ظل الصعوبة التي تواجهها الشركات الأجنبية التي تعمل في مصر في الحصول على مستحقاتها التي تتزايد لدى الحكومة المصرية.
وأشارت المصادر إلى أن الحكومة المصرية بدأت بالفعل في الاستعانة بشركات بترول روسية لتحل محل الشركات الأمريكية، الأمر الذي اتضح خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لروسيا قبل أيام وأبرم مع الجانب الروسي عدة اتفاقيات، من المؤكد أن يكون بينها اتفاقات تتعلق بالبترول والغاز.
وكانت شركة شل في مصر قد أعلنت أنها أبرمت اتفاقا مع شركة توتال الفرنسية، لبيع أسهمها في مجالي محطات الخدمة والوقود التجاري إلى الشركة الفرنسية في مصر، وأن اكتمال الصفقة لن يحدث قبل عدة شهور. وأوضحت الشركة أنه بموجب هذا الاتفاق، الذي يخضع للسرية التجارية، فإن العاملين الحاليين بشركة شل للتسويق في مصر سينتقلون إلى توتال، ولم تفصح الشركة عن حجم الصفقة، التي تشمل نحو 25 محطة توزيع وقود.
وقررت شركة شل في عام 2010 التخارج من أنشطة تموين الوقود التجاري في العالم، وتركيز أنشطتها الخاصة بالتكرير والتسويق والتوزيع من خلال عدد أقل من الأصول والأسواق.