أمتار قليلة فقط باتت تفصل قوات المعارضة في حي جوبر شرقي العاصمة عن ساحة
العباسيين، التي تعتبر مركزا هاما وسط دمشق عقب عملية "
نفحات بدر"، التي أطلقتها كتائب المعارضة العاملة في الحي بقيادة الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وتمت السيطرة على عدة أبنية تشكل ما يعرف بـ "
حاجز عارفة" على أطراف الحي، لتكون بذلك أقرب نقطة تمركز لقوات المعارضة إلى نقاط تمركز القوات النظامية في دمشق، حيث تبعد مالا يزيد عن خمسمائة متر تقريباً عن ساحة العباسيين وملعبها.
ويعرف عن الحاجز أنه نقطة استراتيجية للنظام يتألف من تجمع عدة كتل بنائية فيما تفصله عدة أمتار عن حي التجارة، ويقع في المنطقة الواصلة بين كراجات البولمان وسوق الهال، كما يمثل ثكنة عسكرية بامتياز، إذ نصبت عليه قوات النظام مدفعية موجهة نحو الحي فيما كانت تعتليه القناصة التابعة للجيش النظامي وميليشيات أبو الفضل العباس وحزب الله اللبناني.
وأكد المتحدث الرسمي للاتحاد الإسلامي "وائل علوان" أن "النظام السوري أدرك خطورة جبهة جوبر واستراتيجيتها لا سيما وأنها النقطة الأقرب للثوار من قلب العاصمة دمشق، لذلك لم يدخر أسلوباً لصد الثوار ومنعهم من التقدم إليها واقتحامها".
وأشار إلى أن "من هذه الوسائل عشرات الأنفاق التي حفرتها قواته في مقابل مئات الأنفاق التي حفرها الثوار، حيث تم اكتشاف بعضها وادخر بعضها الآخر لتحقيق آمال الجميع في التقدم لعقر دار النظام ومربعه الأمني الأهم، بعد إخفاق الثوار في العديد من معارك اقتحام قلب العاصمة".
وأوضح علوان أن تزامن العملية مع إلقاء رئيس النظام بشار
الأسد خطابه بعد قسمه "الحانث" بحسب وصفه؛ ما هو إلا رسالة له ولأنصاره بأن الرد "ما تذوقونه وترونه لا ما تسمعونه وتقرؤونه"، مشيرا إلى ان دمشق ليست بخط أحمر لهم بل هي الهدف الذي يقاتلون من أجله.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم "الاتحاد الإسلامي" أن "محور العملية كان اكتشاف نفق للنظام استطاعت كتائب المعارضة الاستفادة منه في المعركة، حيث بدأ التخطيط للعملية عقب التقاء نفق لقوات المعارضة مع نفق لقوات النظام يرتبط بسلسلة من الأنفاق التي استطاع المقاتلون عبرها الوصول لنقاط النظام"، مضيفا "باستخدام عنصر المفاجأة عبر الاقتحام المباغت تمكن مقاتلو فصائل المعارضة من السيطرة على أكثر مناطق دمشق حساسية وتأثيرا على النظام السوري" حسب تعبيره.
وقد أسفر اقتحام البنائين الواقعين خلف حاجز عارفة في البداية عن مقتل سبعة عناصر من قوات النظام بينهم متطوعون في الحرس الجمهوري وهرب ما يقارب الخمسين عنصرا. وبين علوان أن قوات المعارضة استفادت من سلسلة التحصينات والخنادق والأنفاق التي قامت قوات النظام بتجهيزها في تقدمهم في اليوم التالي الذي استطاعوا فيه تحرير باقي الأبنية المحيطة وتمشيطها؛ الأمر الذي أسفر عن تحرير قطاع كامل مؤلف من عشرة أبنية في نهاية العملية.
وفي سياق متصل، أفاد مدير المكتب الإعلامي للاتحاد "أبو مالك" لـ"عربي 21" أن العملية أسفرت عن اغتنام بعض البنادق والرشاشات وعدد كبير من الألغام والمتفجرات، موضحا أن العملية تعد عملا استباقيا من قبل كتائب المعارضة، حيث أن اكتشاف أنفاق النظام سهل العملية ووفر الكثير من الوقت والجهد، وقطع الطريق على محاولات النظام للتقدم عبر أنفاقه إلى نقاط تمركزهم.
من جهة أخرى، أفاد ناشطون بقيام قوات المعارضة بعد تحرير الحاجز باستكمال حفر الأنفاق، كما نشرت القناصة لرصد أي تحركات من جهة العاصمة دمشق بعد قيام قوات النظام بوضع ثلاث دبابات في ساحة العباسيين.
ومن الجدير بالذكر أن كتائب المعارضة قد أطلقت اسم "نفحات بدر" على العملية؛ لتزامن بدء العملية مع ذكرى غزوة بدر في السابع عشر من رمضان.