قالت صحيفة الميدل إيست آي (عين الشرق الأوسط) في تقرير لها الاثنين، إن بشار
الأسد يحاول تسويق نفسه في
الغرب كحليف له في حربه ضد "الإرهاب".
وتقول إن انتصارات المسلحين في العراق أربكت الغرب، ولكن دمشق ترى في ذلك فرصة لإضفاء شرعية على قمعها للمعارضة من خلال تصويره كجزء من "
الحرب على الإرهاب".
وفي حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، قال وضاح عبد ربه، رئيس تحرير صحيفة الوطن الموالية للأسد، إن "الوقت قد حان لإدراك أن هناك حاجة لتحالف دولي لمحاربة الإرهاب الذي يمتد من الأردن حتى تركيا، فالمسألة لم تعد تخص
سوريا وحدها".
وتابع عبد ربه: "بالطبع سوريا لا بد أن تكون جزءا من هذا التحالف.. فهي تساعد الأردنيين والعراقيين من خلال محاربتها للإرهابيين على أراضيها".
وأضافت الصحيفة أن الغرب تردد في تزويد المعارضة السورية بالسلاح خوفا من وقوعها في أيدي مسلحين معادين للغرب.
والآن فضح تقدم "
داعش" في شمال وغرب العراق ضعف الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة في مواجهة الهجوم وحده.
ويقول فولكر بيرثس مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن "النظام السوري يبدو أنه راض بالوضع الحالي، وإذا لم تدعم واشنطن بغداد الآن فسوف يتم اتهامها بترك العراق يسقط في يد الجهاديين. أما إذا قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية أو ضربات جوية لدعم نوري المالكي فسينظر إليها على أنها داعمة ليس فقط لإيران ولكن أيضا لبشار الأسد".
ويضيف أن أي محاولة من قبل واشنطن للتقارب مع الأسد لتشكيل جبهة ضد "داعش" سوف تضعف المعارضة المعتدلة.
وتابعت الصحيفة بأن "داعش" عندما ظهرت في سوريا فإنها لاقت ترحيبا من قبل المعارضة التي كانت في أمس الحاجة للدعم، ولكنها سرعان ما خسرت دعم المعارضة، بما فيها الإسلاميون، بسبب الانتهاكات المتكررة التي ارتكبتها.
والآن يقف الإسلاميون والمعارضة المعتدلة ضد النظام و"داعش" في آن واحد، على حد قول الصحيفة.
وحتى وقت قريب لم تهاجم قوات الأسد "داعش" بشكل متكرر، ولكنها مؤخرا كثفت من هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها "داعش"، فعلى سبيل المثال شنت قوات الأسد ضربات جوية مكثفة على أحياء الرقة والبصيرة في دير عزور. وكما يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن فإن النظام يريد أن تراه الولايات المتحدة كشريك لها في الحرب على الإرهاب، ولكن أغلب ضحايا القصف كانوا من المدنيين.
ويقول سمير نشار عضو التحالف الوطني المعارض، إن الأسد نجح إلى حد ما في تصوير الحراك الشعبي على أنه موجة من التطرف وليس ثورة شعبية.
وقد قتل ما يزيد على 162 ألفا منذ بدء الثورة السورية في عام 2011، ونزح نصف السكان تقريبا من منازلهم.