رفض أحد المطلعين على جهود المفاوضات في
مخيم اليرموك لفك حصاره تصريحات الناطق باسم الجبهة الشعبية القيادة العامة بشأن فشل المفاوضات.
وأعلن أنور رجا المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية القيادة العامة الموالية للنظام السوري، السبت، فشل جميع المبادرات لإنهاء أزمة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، والمحاصر منذ نحو ثمانية أشهر.
ونفى فوزي حميد القاطن في مخيم اليرموك والمشارك في جهود الوساطة بين المسلحين داخل المخيم ومبعوثي النظام السوري، فشل المفاوضات، وقال "إن المحاولات ما زالت مستمرة للتوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء أزمة المخيم وفك
الحصار عنه وإدخال المساعدات للمدنيين الذين أنهكهم الحصار".
وأضاف حميد لـ"عربي 21" أن لجنة "الخمسة أشخاص" التي تم الاتفاق عليها للدخول إلى المخيم والتفاوض مع المسلحين لم تتمكن حتى الآن من العبور للمخيم وتأمين لقائها للتفاوض والوصول إلى صيغة واتفاق لإنهاء الوجود المسلح في المخيم وإنهاء حصاره.
وأشار إلى أنه من المبكر الحديث عن فشل جهود الوساطة لكن الواقع أن هناك اتفاقا يجب أن يعقد وآليات لإخراج المسلحين من المخيم.
ولفت إلى أن أمام المسلحين خيارات منها ترك السلاح أو الانسحاب، خاصة المسلحين غير الفلسطينيين، أو الخروج إلى محيط المخيم لحمايته وعدم التواجد مطلقا داخل المخيم.
وأوضح أن أهل المخيم لا يفكرون في الحرب ويرفضونها رفضا قاطعا ولا يطالبون بأي تواجد مسلح لأي كان في المخيم والأمر الملح الآن هو الوضع الإنساني.
وأشار حميد إلى أن بعض الفصائل لا يهمها الوضع المأساوي الذي يعيشه المخيم ولا عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة
الجوع ونقص الإمدادات.
واستهجن في الوقت ذاته التصريحات التي تتحدث عن فشل الوساطات واعتبرها من باب إحباط معنويات أهل المخيم.
من جانبه دعا الناطق باسم حركة حماس في لبنان رأفت مرة الفصائل الفلسطينية إلى بذل كل جهد لتجنيب المخيم تبعات ما يجري في
سوريا.
وقال مرة لـ"عربي 21" إن "الشعب الفلسطيني عدوه إسرائيل ومشكلته معها وليس مع أي طرف آخر ولا يتدخل في الشأن السوري، ووجوده في المخيم لتكريس حق العودة".
وشدد على أن الهدف يجب أن يكون للجميع توفير الأمن للمخيم وعدم جعله ساحة للصراع لأي طرف.
ولفت مرة إلى محاولات عديدة تبذل في عدة اتجاهات لفك الحصار عن المخيم وتحييده عن أي صراعات وفتح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن الحل السلمي والحوار هو المدخل الوحيد لحل مشكلة المخيم.
وكان أنور رجا المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية القيادة العامة الموالية للنظام السوري أعلن، السبت، فشل جميع المبادرات لإنهاء أزمة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، والمحاصر منذ نحو ثمانية أشهر.
وقال رجا إنه "لا حل سلميا قريبا لأزمة مخيم اليرموك"، متهما المجموعات المسلحة "الغريبة" بالمسؤولية عن ذلك.
وأضاف رجا، في بيان صحفي "بعد فشل كل المبادرات السلمية؛ فقد ثبت أن غالبية رؤوس المجموعات المسلحة الإرهابية الفلسطينية لا تمون على نفسها، وأنها ألعوبة وأداة في يد المجموعات الإرهابية الغريبة"، على حد تعبيره.
واعتبر المسؤول الإعلامي لـ "القيادة العامة" أنه "لا ينبغي تسويق الأوهام بحل سياسي سلمي سريع وقريب، فذلك مضيعة للوقت". ورأى أنه "لكون اليرموك ورقة استراتيجية للعبث السياسي بقضية اللاجئين، وكذلك للضغط السياسي والعسكري على الدولة السورية، ولأن بعض الفصائل الفلسطينية رفضت الحسم العسكري؛ لذلك لا بد من المكاشفة مع أهلنا في المخيم وعدم تسويق الأوهام بحل سلمي قريب ومضيعة الوقت"، كما قال.
يشار إلى أن مخيم اليرموك يعيش لليوم 251 حصارا مشددا من جانب النظام السوري ويمنع عنه دخول المعونات والاغذية والعلاجات اللازمة لأهل المخيم لإجبار المسلحين المعارضين على الخروج منه.
ويشهد المخيم مأساة إنسانية تتمثل في تزايد أعداد الوفيات نتيجة الجوع حيث وصل عدد ضحايا الجوع إلى 136 شخصا بالإضافة إلى انعدام العلاج والكهرباء وعدم توفر رعاية صحية وبيئية في المخيم.
وما زال بحسب عدد من النشطاء الإغاثيين يقطن في المخيم نحو سبعة آلاف عائلة من أصل نحو 250 ألف شخص كانوا في المخيم قبل الأزمة في سوريا.