تحقق كابوس الرعب
الإسرائيلي من الأزمة الأوكرانية بأسرع مما توقعته حكومة بنيامين نتنياهو، إثر تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، والتي هدد فيها الغرب بتغيير موقف
روسيا من البرنامج النووي
الإيراني.
وتناولت الصحف وقنوات التلفزة الإسرائيلية صباح الأربعاء في معالجاتها الإخبارية تصريحات بوتين بشكل موسع، في حين لم يتطرق كبار المسؤولين في حكومة نتنياهو بشكل علني للتصريحات خشية إغضاب الزعيم الروسي.
وقد اعتبرت محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أن تصريحات بوتين تمثل تجسيدا لـ "سيناريو الفزع الذي خشيت منه إسرائيل منذ تفجر الأزمة الأوكرانية".
ونقلت الإذاعة العبرية صباح الأربعاء عن هذه المحافل قولها إن إيران بإمكانها مواصلة التفاوض مع الغرب في جنيف على مستقبل برنامجها النووي في "ظروف لم تحلم بها"، مشيرة إلى أنه حتى لو قدمت طهران تنازلات خلال المفاوضات، فإنه لا يوجد لديها أي نية لاحترامها لأنها تدرك أن روسيا ستقف إلى جانبها بشكل كامل".
وأشارت المحافل إلى أن عجز الدول العظمى عن إجبار إيران على وقف عمليات تخصيب اليورانيوم، يعني إعادة الجدل داخل "إسرائيل" حول الخيار العسكري في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
واستدركت المحافل قائلة إن طرح موضوع الخيار العسكري حالياً "إشكالي" لأنه لا يتوقف على موقف "إسرائيل" فقط، بل يتطلب ضمان عدم وجود معارضة أمريكية، منوهة إلى أن إدارة الرئيس أوباما ترى أن مصالح الولايات المتحدة تقتضي عدم مبادرة "إسرائيل" بشن عمل عسكري ضد إيران.
من ناحيته توقع الجنرال عاموس جلبوع، القائد الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أن تسفر الأزمة الأوكرانية عن انهيار نظام العقوبات المفروضة على إيران، والتي أسهمت في إحداث اعتدال كبير على مرونة إيران من برنامجها النووي، وسمحت بانتخاب الرئيس حسن روحاني.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الأربعاء، أوضح جلبوع أنه في حال فرض الغرب عقوبات جدية على موسكو فإن بوتين لن يتردد في كسر نظام العقوبات على إيران.
ونوه جلبوع إلى أن التصعيد الحاصل في الأزمة الأوكرانية يمكن أن يفضي إلى تطور خطير آخر يتمثل في انسحاب روسيا من تعهدها بإلزام نظام الأسد بالتخلص مما تبقى من ترسانته من السلاح الكيماوي.
على صعيد آخر تخشى "إسرائيل" أن يسفر الاستقطاب المتعاظم بين الغرب وروسيا إلى تهديد العلاقات الاستراتيجية التي ربطت "إسرائيل" بروسيا، والتي يعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أنها باتت تمثل مركبا قويا في "الأمن القومي الإسرائيلي".
ويذكر أن نتنياهو قام بعدة زيارات لموسكو بحث فيها تعزيز التعاون في المجال التقني والاستخباري بين الجانبين.
وفي السياق ذاته، تبدي محافل إسرائيلية قلقها من تداعيات الأزمة الأوكرانية على مكانة الولايات المتحدة العالمية، مشيرة إلى أن هذه الأزمة ستفاقم ضعف الولايات المتحدة، مما يعني بشكل تلقائي المس بمكانة "إسرائيل".
ويذكر أن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون اضطر الأربعاء للاعتذار بشكل رسمي لنظيره الأمريكي، تشاك هاغل، إثر احتجاج الإدارة الأمريكية على تصريحاته الأخيرة والتي استفاض فيها بالحديث عن مظاهر الضعف الأمريكي.