ثمة تقدير للموقف يؤكد بأن المقاومة ستخرج
منتصرة في الحرب البريّة في قطاع
غزة. وذلك استناداً إلى قراءة العوامل والحقائق
التالية:
أولاً ـ على المستوى العسكري الميداني في
الحرب البريّة، أو في مواجهة
العدوان الصهيوني، فإن حصيلة الخمسة أشهر الماضية،
تؤكد بأن يد المقاومة كانت هي العليا في كل الاشتباكات الصفرية. والدليل أنه لو توقف
إطلاق النار الآن، ستكون المقاومة هي المنتصرة. وهذا أول ما أشار إليه نتنياهو
ومجلس الحرب. ولهذا أصرّا على مواصلة الحرب، ولو بخسارة متزايدة.
وإن ما يؤكد انتصار المقاومة في المرحلة
القادمة من الحرب البريّة، استمرار موازين القوى الراهنة ونتائجها عموماً، حتى هذه
اللحظة. وليس ثمة من أدلة لحدوث تغيّر في مصلحة الكيان الصهيوني.
أما تقدير الموقف المعاكس، فيراهن على تعب
المقاومة، ونضوب سلاحها. وهذا توقع غير مبني على تجربة الأشهر الماضية، إنما على
فرضية. وهذا هو الفرق بينه، وبين تقدير الموقف الآخر. فالذي يتوقع تعب المقاومة،
عليه أن يتوقع تعب الكيان الصهيوني وأمريكا، باحتمال أقوى كثيراً. وذلك إذا دخل
الوضع في لعبة عضّ الأصابع، ومن يصرخ أولاً. فمراجعة تجربة الخمسة أشهر، هي
المعيار الأول.
والدليل هنا ما يمكن أن يستنتج من الطريقة
التي تتعاطى بها قيادة المقاومة، مع ما يجري من مفاوضات، فهي مطمئنة، ومرتاحة،
وغير متهالكة على اتفاق، لا يتضمن أغلب شروطها. مما يؤكد الاستعداد لمواصلة
القتال، لمدة طويلة جداً. وأما الدليل الثاني، ففي ما أخذ يظهر من تصدّع في جبهة
الكيان الصهيوني ـ الغرب، داخلياً وخارجياً. مما يسمح بالقول إن التعب أولاً،
بانتظارهم.
إن ما يؤكد انتصار المقاومة في المرحلة القادمة من الحرب البريّة، استمرار موازين القوى الراهنة ونتائجها عموماً، حتى هذه اللحظة. وليس ثمة من أدلة لحدوث تغيّر في مصلحة الكيان الصهيوني.
ثانياً ـ إن الصمود الشعبي مع تصاعد القتل
الجماعي، والتدمير الهائل واستمرارهما، أثبتا خلال الأشهر الخمسة، أن انعكاساتهما
عالمياً، أدّتا إلى تدمير سمعة الكيان الصهيوني، ومن ناصره أو غطاه. وقد أصبح
مقروناً بمجرم حرب، ومجرم إبادة، وقاتل للأطفال. وهي سمعة لا تحتملها دولة. مما قد
يؤدي إلى انهيارها. كما يدعم انتصار المقاومة في الحالة
الفلسطينية.
ثالثاً ـ عامل الجبهة القتالية التي فتحت
مساندة للمقاومة وللشعب في قطاع غزة. وذلك في فتح جبهة جنوب لبنان، أو المقاومة
العراقية، وجبهة أنصار الله اليمن، وقصفها لأم الرشراش (إيلات)، ومنع السفن
الصهيونية، الذاهبة أو من وإلى الكيان الصهيوني، من عبور باب المندب، أو البحر
الأحمر، وبحر العرب، وتهديدها حتى في المحيط الهندي، ورأس الرجاء الصالح. ثم هنالك
الجبهة المفتوحة أصلاً مع سوريا. وهؤلاء جميعاً، مدعومون من إيران.
صحيح أن هذا العامل، بما ألحق من خسائر
فادحة، عسكرية وسياسية واقتصادية للكيان الصهيوني، ونزوح مائة ألف مستوطن من شمال
فلسطين، لم يؤد مع العوامل الأخرى، إلى فرض وقف إطلاق النار بعد. فهذا لا يعني أن
يقلل من أهميته، أو من تطوّره في المستقبل، مع العوامل الأخرى في فرض وقف إطلاق
النار.
رابعاً ـ لا يجب التقليل إطلاقاً من أهمية
تغيير موقف الرأي العام العالمي، ضد الكيان الصهيوني، ومن يدعمه، أو من زيادة
عزلتهما، كما أهمية تغيّره في مصلحة القضية الفلسطينية، وهو ما يفتّ من عضد الكيان
الصهيوني، ويدعم المقاومة ويزيد من قوّة العوامل الضاغطة لوقف الحرب.
خامساً ـ نموّ التناقضات الداخلية والخارجية
في الكيان الصهيوني، وفي أمريكا والغرب، مرشح للتصاعد مع استمرار العدوان العسكري،
والمقاومة. وفي ذلك مخاطر استراتيجية كثيرة، مستقبلاً، ولا سيما مع روسيا والصين.
سادساً ـ ثمة عدد متزايد من الدول الغربية، بدأت تأخذ مواقف عملية ضد الكيان لوقف إطلاق النار، كندا مثلاً.
بكلمة، يجب أن تؤخذ كل العوامل أعلاه،
مجتمعة ومنفردة، في ضغطها لوقف إطلاق النار. مع تزايد تأثيرها وقوّتها، كلما طالت
الحرب أكثر. مما يشكل مرتكزات عسكرية ومعنوية ومادية، في الميدان وإقليمياً
وعالمياً، تؤكد على انتصار المقاومة. وذلك مع الاتكال على نصرة الله وعونه.