تستنفر الدبلوماسية الإسرائيلية جهودها وضغوطها السياسية لمنع منظمة
الأمم المتحدة من إحياء اليوم العالمي لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية الاثنين، حيث يعمل سفير الاحتلال غلعاد أردان مع أركان وزارة الخارجية على منع وصول سفراء الدول لدى الأمم المتحدة ودبلوماسيين آخرين لحضور الحدث، زاعما أن أي دولة تحضر لقاء
النكبة، تتحمل مسؤولية تدمير فرصة التسوية السلمية.
موريا والبيرغ مراسلة
القناة العاشرة، زعمت أن "وزارة الخارجية الاسرائيلية تعمل على منع وصول السفراء والمسؤولين إلى حفل إحياء الذكرى الخامسة والسبعين ليوم النكبة اليوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة، وسيقام لأول مرة في تاريخ المنظمة الدولية، حيث سيلقي رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن كلمة في هذا الحدث التاريخي، فيما وصف أردان الحدث بأنه (حقير)، زاعما أن أي دولة تحضر حفل النكبة، تتحمل مسؤولية تدمير فرصة المصالحة السياسية بين الجانبين؛ لأنه حفل للكراهية والتحريض".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "أردان أبلغ سفراء كبارا من دول مختلفة لمقاطعة الحدث، ووجه رسالة شخصية إليهم بهذا الطلب، متهما أبو مازن بإنكار الهولوكوست، وسيعتبر إقامة الدولة اليهودية بأنها كارثة، زاعما أن هذا الحفل يشوّه الحقائق المعروفة، ومفادها أن الفلسطينيين رفضوا قرار التقسيم للأمم المتحدة، وبدؤوا حرب 1948". وفق زعمها.
شلومو شامير خبير الشؤون الدبلوماسية، زعم أن "حدث إحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة يثبت أن المنظمة الأممية تسخر من نفسها؛ لأن الحدث بحدّ ذاته يتعارض مع القرار التاريخي بشأن إقامة
دولة الاحتلال بموجب قرار التقسيم، مع العلم أن هذا الاحتفال يقام لأول مرة في الأمم المتحدة؛ كجزء من مجموعة قرارات يتم تمريرها سنويّا في الأمم المتحدة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة
معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "انعقاد مؤتمر يوم النكبة في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتضمن تعريفا بأن إقامة دولة إسرائيل يعتبر كارثة، مع العلم أن رئيس مجلس النواب الأمريكي ماك آرثر أحبط مسبقا مبادرة لعقد حدث بمناسبة يوم النكبة في الكونغرس، طرحتها عضو الكونغرس من أصول فلسطينية رشيدة طليب".
وكشف أنه "لعدة أسابيع حتى الآن، قادت إسرائيل جهدا دبلوماسيّا؛ بهدف الضغط على الدول الأعضاء للتغيب عن حدث يوم النكبة، وزعم أردان أننا استطعنا بالفعل إقناع عدد من الدول المهمة بمقاطعة الحدث، وما زلت أواصل العمل لإقناع المزيد من الدول بالمقاطعة، مبديا قلقه من مشاركة عدد من الدول الأعضاء في هذه الفعالية المهمة، خاصة من دول كتلة عدم الانحياز التي تدعم تلقائيا أي تحرك ضد إسرائيل، زاعما أن هذا الحدث لن يعطي الفلسطينيين مكاسب سياسية، ولن يعزز طموحهم الدبلوماسي، على حد زعمه".
يتزامن انعقاد هذا الحفل مع هجوم إعلامي ودبلوماسي إسرائيلي، وقد زاد الغضب الإسرائيلي بسبب الموافقة الكاسحة التي حصل عليها الاقتراح الفلسطيني بتأييد تسعين من دول العالم، مما أعطى انطباعا عن صدقية الرواية الفلسطينية في المجتمع الدولي، وكشف عن تراجع مكانة دولة الاحتلال في المنظمة الدولية، وهي التي أسستها، وأعلنت قيامها قبل أكثر من سبعة عقود، لكنها حظيت في الآونة الأخيرة بجملة من القرارات ومشاريع القوانين، التي حقق فيها الفلسطينيون إنجازات سياسية كبيرة، ومني الاحتلال بانتكاسات مهينة.