ملفات وتقارير

حرب نفوذ بين إيران وروسيا في سوريا.. هل تستغله إسرائيل؟

نشطاء ومراقبون يتحدثون عن اشتباكات بين قوات للنظام مدعومة من إيران وروسيا- جيتي

تظهر مؤشرات عدة على حرب نفوذ بين روسيا وإيران على الأرض السورية، آخرها الاشتباكات المستمرة بالأسلحة الثقيلة بين الفرقة الرابعة في جيش النظام السوري والفيلق الخامس شمالي حماة، في حين تحدثت أنباء عن تعاون بين موسكو وإسرائيل ضد طهران.


وأكدت مصادر إعلامية لـ"عربي21" استمرار الاشتباكات في بلدتي الحارة والحيدرية بريف حماة العربي بين الفرقة الرابعة المدعوم من إيران والفيلق الخامس المدعوم روسيا، بسبب استمرار الخلافات بينهما على مناطق النفوذ في المنطقة.


وأشارت إلى أن تجدد الاشتباكات يأتي "بعد انهيار اتفاق سابق أقر قبل أيام بعد معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة جرت في مناطق غرب حماة على خليفة رفض الفرقة الرابعة المدعومة من إيران تسليم المنطقة للفيلق الخامس المدعومة من روسيا".


ولفتت المصادر إلى "وصول تعزيزات عسكرية إلى الفرقة الرابعة والفيلق الخامس في المنطقة بالتزامن مع وصول القائد العسكري المدعوم من موسكو سهيل الحسن وسط توقعات بتوسع رقعة الاشتباكات في ظل إصرار الأخير على فرض قواته السيطرة على المنطقة بتوجيهات روسية.

 

"حرب نفوذ"

 

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي السوري محمد خليفة، أن الاشتباكات الجارية "إشارة لبدء حرب النفوذ بين روسيا وإيران على الأرض السورية".


وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "تواصل الاشتباكات في ريف حماة تأتي في ظل إصرار الجانبين على فرض نفوذه على المنطقة نظرا لأهمية المنطقة لكلا الجانبين، لأنها على اتصال مباشر مع مناطق المعارضة السورية، وبالتالي فإن  الجهة المسيطرة هي من ستتحكم في إدارة المنطقة والمعابر".


وعلى الطرف المقابل لم يستبعد خليفة أن "تكون سيطرة الفيلق الخامس على المنطقة الفاصلة مع فصائل المعارضة جاءت بتوافق تركي روسيا، خاصة أن ميليشيات إيران كانت قد خرقت مرات عدة الاتفاق التركي الروسي بشن هجمات على مناطق خفض التصعيد المتفق عليها".


من جهته أرجع الكاتب والباحث السوري، فراس فحّام، الاشتباكات الدائرة إلى "التنافس الحقيقي على النفوذ بين روسيا وأذرعها "الفيلق الخامس، قوات سهيل الحسن وبعض فرق الجيش"، و الأذرع الإيرانية "الفرقة الرابعة، ومليشيات مختلفة".


وقال لـ"عربي21": "هذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها اشتباكات بريف حماة، فقد حصلت مواجهات مماثلة في منطقة جورين وقرب السقيلبية، عقب توقيع اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، حيث سعت الأخيرة إلى إبعاد المليشيات المحسوبة على إيران من المنطقة".


"تخلخل التنسيق الروسي- الإيراني"


وفي هذا السياق أشار فحّام، إلى "وقائع تؤكد نية موسكو الحد من نفوذ طهران وحزب الله في سوريا، منها إرسال قوات من قاعدة حميميم الروسية للواء زيد الصالح المحسوب عليها إلى دير الزور بمهمة أمنية، لوقف تمدد حزب الله ولواء الباقر المدعومين من طهران هناك".


يذكر أن الاشتباكات بين الفرقة الرابعة التابعة والفيلق الخامس كانت قد اندلعت قبل أيام، وذلك بعد رفض المليشيات المدعومة إيرانيا الانسحاب من المناطق القريبة من خطوط التماس مع فصائل المعارضة بريف حماة، تمهيدا لإحلال الفيلق المدعوم روسيا مكانها.

 

تعاون روسي إسرائيلي ضد إيران

 

من جانبه، نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني تقريرا مؤخرا، جاء فيه أن "روسيا وإيران يبتعدان عن بعضهما في سوريا، فيما يترسخ ثنائي جديد هو روسيا وإسرائيل، ويجمعه هدف تقليل الوجود الإيراني في سوريا، وبهذا فإن طهران تواجه العزلة تدريجيا".


ونقل التقرير عن وزير الهجرة الإسرائيلي يواف غالانت، قوله في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، أن "المرحلة التي كان لا بد فيها من النظر إلى روسيا وإيران وحزب الله كحلفاء قد انتهت، وبات إخراج إيران من سوريا هدف مشترك لروسيا وإسرائيل".

 

ولفت إلى أن "الاتصالات الدبلوماسية بين موسكو وتل أبيب تكثفت في الآونة الأخيرة بخصوص سوريا".


واعتبر أن الاشتباكات بين "قوات النمر" و"الفرقة الرابعة" في مدينة حماه، نتيجة عزلة سياسية تعيشها إيران.