تأتي الأحداث لتحمل لنا أخبارا خطيرة لم يعتدها المصريون في وطنهم حتى في عهود عتاة المستبدين من العسكر. تبدو هذه الأخبار مع كارثيتها كاشفة لحالة الواقع الحقوقي في ملفه الأكثر سوادا وظلاما وظلما
صناعة الزيف الاستبدادي ضمن هذا الخطاب إنما يؤكد ضرورة المواجهة لفضح هذا النظام وفضح كل ألاعيبه الكلامية وتزييفه للمعاني، واغتصابه وقتله للكلمات على نحو متعمد يستبيح فيه قتل النفوس واستباحة الأرواح
في بدايات الثورات العربية اعتبر "خامنئي" أن ما حدث في تونس وليبيا ومصر هو من التأثر بـ"الثورة الإسلامية" في إيران؛ وحين وصل الأمر إلى سوريا صار "مؤامرة إمبريالية صهيونية". وها هو يصف الحراك الشعبي في العراق بأنه "فتنة"..
هذا الاختلال الذي أصاب الصراع العربي الإسرائيلي؛ جعله يتدهور على مستوى الأوصاف التي تعلق بها. فهو في البداية "صراع أمة"، ثم "صراع عربي إسرائيلي"، ثم "صراع فلسطيني إسرائيلي"، ثم "نزاع عربي إسرائيلي"، ثم "نزاع فلسطيني إسرائيلي"
ما بال هؤلاء يخرجون علينا بزبانية إعلامهم وإفكهم ليقدموا تلك الصورة الزائفة والمزورة وفق نظريتي "المعرض والتمثيل"، ليؤكدوا أن سجون مصر إنما تشكل مأوى فندقيا لهؤلاء المحبوسين والمعتقلين؟ يا لوقاحتهم!!
من المؤسف حقا أن نرى أن هذه السياسات لا تعرض بأي حال على أي جهة تمارس الرقابة. هذا الصندوق لا يحمل مفتاحه إلا تلك العصابة، ذلك أن هذا المفتاح هو فقط لخدمة الخيارات الاستراتيجية التي تتعلق بالكيان الصهيوني، فتدار الأمور لمصلحته وتسير السياسات وفق أمره وهواه لضمان أمن اسرائيل ليس إلا
من المفترض في الخطابات السياسية لمن يتولون مسؤولية عامة أن يتحسبوا ويتحسسوا في استخدام ألفاظهم وأن يتخيروا الأوصاف التي تعبر عن مواقف، ذلك أن الخطاب العام، ويقع في قمته الخطاب السياسي، من المفترض أن يكون خطابا مسؤولا..
الجمعة الأولى تمت إدارتها بشكل يختلف عن الجمعة الثانية؛ والأسلوب الذي اتبعه النظام في فترة ما بين الجمعتين يعطي دلالة على رعب النظام وخوفه الشديد من أي تحرك
الفرصة قد لاحت في وقتها وحانت في أوانها لرحيل السيسي، وحتى تلك القوى التي تعمل داخل الدولة التي تضررت أو همشت أو صار السيسي عبئا عليها وهي معنية بإزاحته..
هكذا وصل الأمر إلى تلك الحالة.. نظام فاسد يحمى بنظام فاشي يمارس سياسات فاشلة ويرتكب كل جريمة في حق المواطنين بطريقة فاجرة.. وهنا انفتح الستار عن "محمد علي"..