لم ينجح
النظام السوري في تعميم حالة المصالحات بمحافظة
درعا، والتي لم يشارك فيها سوى ما يقارب الـ500 شخص في مدينة الصنمين بريف درعا، بحسب وسائل إعلام النظام، إلا أن مصادر محلية نفت مشاركة أي شخصية من فصائل
الثورة أو النشطاء في
المصالحة التي سعى النظام لفرضها على المنطقة.
وأكد نشطاء لـ"
عربي21" أن المشاركة في هذه المصالحات تقتصر على موظفين فصلوا بسبب اعتقال تعسفي سابقا، على أمل العودة إلى وظائفهم، أو على من هم مجبرون على مرافقة مريض لا سبيل إلى علاجه سوى في مشافي النظام، أو من لم ينخرطوا أصلا في أي نشاط معارض، وبرزت عندهم مخاوف من تقارير أمنية قد تعيق تنقلاتهم، كما أنها شملت عددا من أبناء المدينة بعد تلقيهم وعودا بالإفراج عن أقرباء لهم معتقلين على مدار الستة الأعوام الماضية.
وقال الناطق الإعلامي باسم "جيش الثورة" في درعا، أبو بكر الحسن، إن أكبر معوق أمام إيقاف "دعاة المصالحة" هو أن النظام وأزلامه يلعبون على الوتر العشائري بالمحافظة، مؤكدا التزام "جيش الثورة" بالتعميم الذي أصدرته دار العدل قبل أشهر لجميع الفصائل؛ بمنع حركة دعاة المصالحة في محافظة درعا على حواجز الجيش الحر.
وأضاف لـ"
عربي21": "نحن لا نقبل أي عرض مصالحة على أساس مناطقي؛ لأن النظام يستغل المصالحة في منطقة ليحتل منطقة أخرى، وأيضا هو لا يلتزم بالوعود التي يقطعها، وسرعان ما ينقض هذه المصالحات في حال توفرت لديه القوة الكافية للسيطرة الكاملة".
وِأوضح الحسن أنه "لا شك في أن الأعمال العسكرية الرادعة تجاه النظام توقف دعاة المصالحة، الذين يستندون على فرضية ركود جبهات القتال، وعدم التكافؤ بين الثورة ومليشيات الأسد".
النظام ضعيف
من جانبه؛ قال الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، إن "النظام يحاول حاليا إيهام الناس بأن أهالي المدينة الفلانية صالحوا جميعهم، إلا أنهم في الواقع نسبة قليلة جدا من المدنيين، وهذا ما حدث في مدينة الصنمين مؤخرا".
وأضاف أن "المصالحات لم تحقق للنظام أي شيء، فهدفه منها إعلامي بحت، حتى يضعف المدنيين ويحاول تركيعهم"، مؤكدا أن نظام الأسد "ضعيف، فلو كانت لديه القدرة على اقتحام المناطق؛ لما سعى جاهدا إلى تحقيق هذه المصالحات".
ويرى مراقبون أن هذه المصالحات قد تضعف من الحاضنة الشعبية لفصائل الثورة التي لطالما غضت النظر عن بعض المواطنين الذي أيدوا هذه المصالحات، نظرا لمعرفتهم المسبقة بالظروف والدوافع التي أجبرتهم على ذلك "من تأمين فرص عمل في مناطق النظام، أو مرافقة مرضى من ذويهم إلى المشافي في تلك المناطق، أو تلقيهم علاجا هناك".
ويؤكد مقاتلون ونشطاء سوريون أن "المصالحات الوطنية المزعومة" هي بمجملها "مسرحيات ذات طابع تجميلي للنظام، الذي يحاول أن يظهر بهيئة المسامح، ساعيا بذلك إلى إضعاف الحاضنة الشعبية لفصائل الثورة، وإصباغ حالة المهادنة والاستسلام وتعميمها على كامل التراب السوري، في ظل عجزه عن الحسم العسكري الذي يحتاج لأشهر وسنوات".