مدنيو حوض اليرموك بدرعا يناشدون لرفع حصار
الجبهة الجنوبية عن مناطقهم والناطق الرسمي للجبهة يوضح.
أطلق سكان منطقة "حوض اليرموك" في ريف
درعا الغربي الواقعة ضمن مناطق سيطرة الفصائل الإسلامية المتهمة بمبايعة
تنظيم الدولة، وخصوصا لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية، عدة مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين من خلالها برفع الحصار الذي تفرضه تشكيلات الجبهة الجنوبية على مناطق الحوض منذ اندلاع المواجهات عقب تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأشارت المناشدات إلى سوء الأوضاع المعيشية في حوض اليرموك جراء الحصار على أكثر من 60 ألف مدني، وارتفاع الأسعار عدة أضعاف بسبب الحواجز المنصوبة في بلدتي تسيل وسحم الجولان الخاضعتين للجبهة الجنوبية في الريف الغربي.
وناشد السكان المحاصرون محكمة دار العدل في حوران للتدخل، والسماح بدخول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية والمحروقات.
بدوره، أشار الناشط الإعلامي وائل الدرعاوي؛ إلى صعوبة دخول أو خروج المدنيين من وإلى حوض اليرموك في ريف درعا الغربي بسبب تشدد طرفي النزاع في حصار المدنيين، موضحا أن لواء شهداء اليرموك يمنع خروج المدنيين نحو المناطق الخاضعة لسيطرة
الجيش الحر، فيما الجبهة الجنوبية تمنع دخول المدنيين إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة شهداء اليرموك.
وقال الدرعاوي لـ"
عربي21": "آثار الطوق الأمني المفروض على المدنيين بدأت بالظهور منذ بداية شهر نيسان/ أبريل الماضي، خاصة أن أبناء المنطقة المحاصرة هم من الفلاحين والعاملين في الزراعة، والاشتباكات أدت إلى توقف أعمالهم وفساد قسم كبير منها بسبب إغلاق الطريق الذي يربطهم مع بقية المناطق جراء المواجهات".
لكن الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، قال لـ"
عربي21": "نحن أحكمنا الحصار على عناصر تنظيم الدولة، ولم نمنع دخول أي مواد غذائية أو إغاثية، وكل ما يشاع عن حصار للمدنيين في المنطقة يروجه التنظيم لمحاولة فك الحصار عنهم".
وأضاف الريس لـ"
عربي21": "على العكس من ذلك، لقد طلبنا من المدنيين الابتعاد عن مقرات عناصر تنظيم "الدولة"، وعدم الاقتراب من المناطق العسكرية، وعندما استطعنا إحكام السيطرة على المناطق التي استعدناها من سيطرة التنظيم طلبنا من المدنيين العودة وسهلنا عودتهم".
وأوضح الناطق الرسمي باسم الجبهة أنه "لا يمكن أن تحاصر الجبهة الجنوبية المدنيين كونهم من أهل المنطقة، وهم أهلنا وأقرباؤنا، ولكن هناك تدقيقا لعدم السماح للمتطرفين بالدخول أو الخروج، ومنعهم من استغلال عربات الخضروات والطعام في تهريب ذخائر وأشخاص"، على حد قوله.
وحيال ما يتردد عن منع الجبهة الجنوبية إدخال المواد التموينية والخضراوات، قال الرائد عصام الريس: "الخضروات تدخل بشكل يومي، ولا يوجد هناك أي فرق بين المنطقة الغربية (من محافظة درعا) وبقية المناطق، ولكن تم ضبط أكثر من سيارة خضروات تحاول تهريب ذخائر للتنظيم".
وأضاف: "موضوع المحروقات.. هناك تدقيق كبير بسبب مصادرة عناصر تنظيم الدولة لكل المحروقات التي تدخل للمنطقة ليستخدموها في تشغيل عرباتهم ومدرعاتهم"، كما قال.
معارك معقدة
وتابع الريس لـ"
عربي21": "المناطق التي حاول التنظيم التقدم إليها استعدناها بالكامل، واستطعنا السيطرة على مناطق كان التنظيم يسيطر عليها في السابق، وطلبنا من أهالي المنطقة العودة إليها بعد تأمينها وضمان سلامتهم فيها. أما المناطق التي تعتبر خط جبهة، فهي لا تزال مناطق مواجهات عسكرية لا يمكن السماح للمدنيين بالعودة إليها، وأغلبها مناطق غير سكنية"، مضيفا: "والمعركة ضد الفكر المتطرف مستمرة حتى إزالة هذا الفكر من الجنوب السوري".
وشدد الريس على أنه "لا يمكن أن نسمح ببقاء هذا التنظيم وممارساته في مناطقنا، ولكن ظروف المعركة معقدة بعض الشيء؛ بسبب استخدام التنظيم للمدنيين كدروع بشرية، إضافة إلى صعوبة استخدام الأسلحة الثقيلة وبعيدة المدى إلا في المواقع البعيدة عن المدنيين، عدا عن عمليات تفكيك الألغام التي زرعها المتطرفون حول المنطقة بالكامل".
ورغم ذلك، اعتبر الريس أن "الوقت الزمني محدد، وهو قريب جدا، لاقتلاع جذور التطرف وتنظيم الدولة من مناطق حوض اليرموك بالكامل"، وفق تعبيره.