أجرت الفصائل السورية "المعتدلة" تغييرات جذرية في المواقع القيادية؛ لتتناسب مع التحدي الذي يشكله لواء شهداء اليرموك وتنظيمات أخرى قريبة من
تنظيم الدولة في محافظة
درعا، على الحدود الأردنية، بحسب مصدر في
الجيش الحر تحدث لـ"
عربي21".
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن قرارات "سرية" اتخذت في الأيام القليلة الماضية لتغيير عدد من القيادات التي "فشلت في مواجهة تنظيم الدولة في ريف درعا، وقد تزامنت هذه القرارات مع توحد بعض التشكيلات تحت مسمى "تجمع الحق" بقيادة العقيد إبراهيم الغوراني، أحد ضباط الجيش الحر، كما تم اندماج ثلاثة فصائل أخرى تحت مسمى "الفرقة 46" بقيادة العقيد يوسف مرعي، وهي من تشكيلات الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر.
وكشف المصدر في حديث خاص مع "
عربي21"، عن تعيين قائد فرقة شباب السنة أحمد العودة قائدا للريف الشرقي في درعا.
وتتعرض قيادات "الجيش الحر في الجبهة الجنوبية لضغوطات الجهات الخارجية الداعمة للعمل تحت قيادة أحمد العودة"، بحسب قول المصدر الذي أكد أن الغاية من الحديث عن وحدة الجبهة الجنوبية "يصب في خدمة أهداف الثورة السورية".
ورأى المصدر ضرورة تلافي حالة "التشتت للوصول إلى وحدة بندقية فصائل الثورة؛ في مواجهة تزايد نفوذ تنظيم الدولة والتحاق عدد من المجموعات المقاتلة بصفوفه بعد إعلان الهدنة مع قوات النظام".
وترفض قيادات عشائرية وأخرى فصائلية "العمل تحت قيادة واحدة تساهم في فقدانهم بعض المكاسب المادية والنفوذ المناطقي"، بحسب تعبير المصدر، الذي كشف عن "وقف الدعم الذي تقدمه بعض الجهات الخارجية منذ إعلان الهدنة، واشتراط تلك الجهات توحيد فصائل الثورة في الجبهة الجنوبية تحت قيادة واحدة كشرط مسبق لاستئناف تدفق الدعم المالي والتسليحي".
من جانبه، أكد الناشط الميداني خالد الحلقي: "أن الوضع العام للثوار في درعا مشتت ولا يبشر بتحقيق إنجازات على المستوى القريب؛ نتيجة التشرذم والتبعية للخارج وابتعادهم عن مبادئ الثورة"، وفق تعبيره.
وأوضح الحلقي: "أن سيادة العشائرية في صفوف الثوار على حساب الفصائل المسلحة، كان لها بالغ الأثر في صمود مناطق وعودة مناطق أخرى لسيطرة النظام"، وتحدث عن أحد الفصائل "الذي تشكل من أبناء العشائر وتقوده قيادات عشائرية معروفة، وشُكل لغرض محاربة تنظيم الدولة حصرا، لكنه اصبح اليوم يمثل دولة داخل دولة"، بحسب تعبيره، كاشفا عن "تبعية الفصيل العشائري لدولة عربية مجاورة تفرض عليه عدم الالتحاق بفصائل الجيش الحر ليبقى قوة عشائرية رديفة".
وتعيش الجبهة الجنوبية حالة "تصفيات داخلية للأصوات والفصائل التي لا يتوافق منهجهم أو أهدافهم مع الفصائل المرتبطة بالأردن، والتي تقوم على تصفية جميع مخالفيها بذريعة الانتماء إلى تنظيم الدولة"، حسب تعبير الحلقي الذي أكد على "ارتداد هذه السياسة بشكل سلبي على فصائل الثورة التي باتت تلتحق بتنظيم الدولة خوفا من تصفيتها"، على حد قوله.
وأكد الحلقي على وجود "تحالفات تبدو قوية وتخشاها الفصائل المرتبطة بالأردن، مثل تحالف جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفصائل ثورية أخرى، رغم هشاشته"، وحذر من "صدام قريب بين تلك الفصائل والفصائل الأخرى المرتبطة بالأردن والتي تتلقى تعليماتها من غرفة عمليات خاصة معروفة باسم (الموك)".