كشف العضو السابق في الهيئة الاستشارية السياسية للفصائل في جنوب
سوريا، عمر الزعبي، عن اتفاق بين فصائل في الجنوب مع النظام السوري لإعادة فتح
المعابر الحدودية مع الأردن وتقاسم عائداتها، في حين برر ضابط في الجيش الحر هذه الخطوة بـ"توفير ظروف أفضل للمواطنين".
وأضاف الزعبي في حديث خاص مع "
عربي21"، أن عموم المناطق في
الجبهة الجنوبية "باتت خاضعة لسيطرة قوات النظام بشكل مباشر أو من خلال الفصائل التي وقعت معه على اتفاق الهدنة بعد قبول ممثلي الفصائل بالجلوس مع النظام لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية"، وفق قوله.
وقال الزعبي إن الاتفاق تم بين ممثلين عن الفصائل في الجنوب، ورئيس فرع المخابرات العسكرية في
درعا، العميد وفيق ناصر، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على اقتسام عائدات المعابر بين سوريا والأردن بنسبة الثلثين للنظام السوري، وثلث لفصائل الجبهة الجنوبية.
من جانبه، قال ضابط في الجيش الحر، إن "الوصول لاتفاقات من شأنها توفير ظروف أفضل للمواطنين لا يعتبر خيانة للثورة".
وأضاف الضابط الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث مع "
عربي21": "سبقتنا جبهة النصرة باتفاق أبرمته قيادتها في المنطقة الجنوبية بقيادة الشرعي العام سامي العريدي، و(القيادي السابق) أبو ماريا القحطاني، مع النظام السوري بوساطة أردنية"، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق "قضي بانتقال قيادات من النصرة و200 عنصر لمحافظة إدلب عبر طريق درعا دمشق حمص، مقابل إطلاق النصرة لثلاثة أسرى إيرانيين أسرتهم في معارك درعا".
وبحسب الضابط، فإن "سامي العريدي وأبو ماريا القحطاني، إضافة لقيادات عسكرية أخرى برفقة 200 عنصر، غادروا ضمن هذه الصفقة ووصلوا إلى الشمال السوري، وهذا كان توجها أردنيا لإفراغ الجنوب السوري من قيادات القاعدة غير المسيطر عليها، ما أضعف جبهة الجنوب ضد النظام، إضافة إلى أن الفصائل الإسلامية سرعان ما تتصارع على السلطة، وهو ما حصل فور وصولها محافظة درعا ومن يومها بدأت بوادر الاقتتال الداخلي"، على حد قوله الضابط.
وتشهد الجبهة الجنوبية منذ "عدة شهور غيابا لأهم الفصائل الإسلامية التي كانت تسيطر على بعض المدن والبلدات، ومن بينها جبهة النصرة التي سحبت معظم قوتها القتالية إلى الشمال السوري لأسباب غير معلومة"، على حد قول الزعبي.
أما ما تبقى "من الفصائل الإسلامية، مثل حركة أحرار الشام وغيرها فقد اندمجت بشكل ما بالفصائل التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل المؤيدة لها"، كما قال الزعبي الذي رأى "أن بندقية فصائل الثورة قد انحرفت بعيدا عن قوات النظام بتوجيه خارجي من قبل الجهات الداعمة لتلك الفصائل، والتي تفرض عليها قتال تنظيم الدولة كشرط مسبق لاستمرار الدعم والتمويل"، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، أشار الزعبي إلى أن "فصائل الثورة والفصائل الإسلامية تعمل اليوم تحت قيادة مشتركة لأول مرة"، مشيرا إلى أن "ذلك يأتي في ضوء سياسة تنتهجها جهات أردنية تنسق مع الفصائل لتحقيق عدة أهداف، من بينها حماية الحدود الأردنية وفرض التهدئة على الحدود مع الجولان المحتل".
وأضاف أن "الجهات الأردنية تفرض على الفصائل التي ترتبط بها؛ العمل تحت قيادة مشتركة بتوجيهات من غرفة الموك في عمان، لضمان عدم خرق اتفاق الهدنة مع النظام (..)، في مقابل موافقة النظام على وقف القصف الجوي وإدخال مساعدات غذائية إلى المناطق المحاصرة".
وتتولى دولة الإمارات العربية المتحدة مهمة تقديم "مساعدات غذائية ومواد بناء وأدوية طبية عبر الحدود مع الأردن، بالتنسيق مع ممثلي الفصائل في الجبهة الجنوبية وقوات النظام ،بالإضافة إلى الهلال الأحمر السوري الذي يعتبر مؤسسة غير نزيهة تعمل بعيدا عن الهدف الإنساني، وتمارس نشاطاتها بتوجيه وإشراف قادة الأجهزة الأمنية للنظام"، على حد قول الزعبي لـ"
عربي21".