أعرب رئيس الحكومة
اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، عن تفاؤله بأن برلمان بلاده سينتخب في الجلسة المحدد
انعقادها غدا الخميس، رئيسا جديدا للجمهورية، بعد أكثر من سنتين من الفراغ الرئاسي.
جاء ذلك في كلمة
خلال رعايته إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة"
في مقر الحكومة ببيروت.
وقال ميقاتي:
"اليوم وللمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنه بإذن الله
سيكون لدينا غدا رئيس جديد للجمهورية".
وفي 28 تشرين الثاني/
نوفمبر 2024، حدد رئيس
مجلس النواب نبيه بري 9 كانون الثاني/ يناير الجاري لعقد جلسة
لانتخاب رئيس للجمهورية.
من جهة أخرى شككت صحيفة "الأخبار"
اللبنانية بوجود رئيس للبنان غدا الخميس.
وكشفت الصحيفة
أنه حتى ساعات فجر الأربعاء، كان هناك ثلاثة مرشحين على الطاولة: أولهم قائد الجيش
المدعوم أمريكياً وسعودياً، وثانيهم إلياس البيسري المدعوم من الثنائي أمل وحزب الله
وحلفائهما، وثالثهم جهاد أزعور الذي عادت قوى المعارضة إلى طرح اسمه كبديل في حال فشل
مشروع إيصال العماد عون. لكنّ الانقسام الكبير، حال دون تأمين أغلبية كافية من الدورة
الأولى، ما يجعل النقاش صعباً حول نتائج الجولات الثانية، ما يفتح الباب مجدداً، أمام
احتمال كبير بأن لا تؤدي جلسة الغد إلى نتيجة حاسمة.
والثلاثاء ذكرت
وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن بري حدد موعد الجلسة في الساعة 11:00 صباحا بالتوقيت
المحلي (09:00 ت.غ) يوم 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، في إطار الجهود الرامية لملء
الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من سنتين.
وتنعقد الآمال
على تلك الجلسة البرلمانية لإنهاء فراغ رئاسي متواصل منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق
ميشال عون في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
ومنذ انتهاء ولاية
الرئيس السابق ميشال عون أخفق البرلمان في انتخاب رئيس جديد خلال 13 جلسة على مدى عامين،
آخرها في 14 حزيران/ يونيو 2023، ما أدخل البلاد في شغور رئاسي هو السادس في تاريخ
لبنان الحديث.
ومن أبرز الأسماء
المطروحة على الساحة السياسية للمنصب، قائد الجيش العماد جوزيف عون، ورئيس حزب
"القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس تيار "المردة"، سليمان فرنجية،
حليف "حزب الله" النائب والوزير السابق.
وهناك أسماء أخرى
متداولة للمنصب منها: المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، والنائبان
نعمة أفرام وإبراهيم كنعان، والوزراء السابقون جهاد أزعور وزياد بارود وجان لوي قرداحي.
وبحسب العرف السياسي
السائد في لبنان، يجب أن يكون
رئيس الجمهورية مسيحيا من الطائفة المارونية، بينما يعود
منصب رئيس الحكومة للطائفة السنيّة، ورئيس مجلس النواب للطائفة الشيعية.
وتستمر ولاية رئيس
الجمهورية ست سنوات، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور 6 سنوات.
ويُعتبر رئيس الجمهورية
في لبنان رمز وحدة الوطن وحامي الدستور، وله دور في توقيع القوانين وتعيين رئيس الوزراء
بالتشاور مع مجلس النواب.
هوكشتاين في لبنان
في السياق ذاته، واصل المبعوث الأمريكي إلى لبنان عاموس هوكشتاين، منذ أن حطت أقدامه في بيروت، الاثنين، عقد لقاءات مع مسؤولين وكتل نيابية، لبحث عدة ملفات بينها انتخاب رئيس للبلاد.
وشمل ذلك لقاءات مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ومجموعة من نواب المعارضة والمستقلين، إضافة إلى نواب من كتل نيابية عدة أخرى.
وشدد هوكشتاين، خلال اللقاءات، على ضرورة التزام لبنان وضمنا أي رئيس قادم باتفاق الطائف والاتفاقيات والإصلاحات الضرورية، وفق الوكالة اللبنانية.
وبحسب موقع "نداء الوطن" فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ هوكشتاين بصريح العبارة "إنو مش ماشي بقائد الجيش العماد جوزيف عون".
وكشف هوكشتاين عن أنه ينسّق مع إدارة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب في كل خطواته في الملف اللبناني.
كما أمضى هوكشتاين نحو ساعتين في ضيافة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وكانت أجواء اللقاء إيجابية، بحسب الموقع السابق.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي تحدث عن صفات قائد الجيش العماد جوزيف عون واصفاً إياه بأنه رجل دولة ورجل المرحلة، ليعود ويستفسر من جعجع عن سبب عدم حماسته لوصول عون إلى سدة الرئاسة، فما كان من جعجع إلا أن أجابه أن لا فيتو منه على عون، لكن لديه بعض الملاحظات المتعلقة ببرنامجه الرئاسي أولاً وباحتمال نجاحه ثانياً، وأكد جعجع أنه مستعد للسير بعون إذا ما سار به "الثنائي الشيعي" أو على الأقل رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعلمت "نداء الوطن" أن الرجلين اتفقا على استمرار التواصل بينهما بشكل حثيث ولحظة بلحظة حتى يوم الخميس موعد الجلسة الرئاسية.