أكدت مصادر
مصرية عدة أن العاهل السعودي،
الملك سلمان بن عبد العزيز - الذي وصل في زيارة رسمية إلى مصر، الخميس - سوف يقوم بزيارة إلى "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، يوم الأحد المقبل، وسوف يلقي خطابا أمامه، فيما لم تؤكد مصادر سعودية، أو تنفي، هذا النبأ.
بينما أشار مراقبون، إلى أن هذا الحدث، إذا تم، سيكون أكبر مفاجآت زيارة الملك سلمان إلى مصر، مشيرين إلى أنها ستعلي من شأن برلمان "ساقط شعبيا"، على حد وصفهم، فيما أبدت وسائل إعلام مصرية، موالية للسيسي، سعادتها بزيارة الملك سلمان للبرلمان، واعتبروا أنها بمثابة تجديد للتأييد السعودي للسلطات الحالية، ونكاية في الإخوان ومعارضي
السيسي.
ويذكر أنه لفترة طويلة ساد اعتقاد بين قطاع عريض من المصريين، بأن الملك سلمان، يقف موقفا محايدا من التغيير الذي حدث يوم 3 تموز/ يوليو 2013، وترتب عليه نهر من دماء المصريين، الذين قال بعض معارضي السيسي إن الحرب عليهم، وسفك دمائهم، يتم بدعم من المال السعودي.
وبينما قالت صحيفة "البوابة"، الخميس: "كلام نهائي: المصالحة مع الإخوان ليست على قمة الزيارة".. استبقت القاهرة الزيارة بإنهاء الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات"، لتعاقدها مع قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" اللبناني، فيما اعتبره مراقبون "مقايضة" بين الجانبين، للإخوان مقابل "حزب الله".
وكان السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان، قال - في تصريحات إعلامية - إنه سيتم الإعلان عن مفاجأة سارة للجميع، فور وصول خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى القاهرة، دون أن يكشف عن ماهية هذه المفاجأة، برغم وصول الملك سلمان صباح الخميس فعليا إلى مصر، واستقبال السيسي له استقبالا رسميا بمطار القاهرة.
تأكيد زيارة سلمان للبرلمان
أكدت مصادر مصرية نبأ زيارة الملك سلمان للبرلمان، الأحد، مشيرين إلى أن الحرس الجمهوري تسلم فعليا مبنى
البرلمان، منذ يوم الأربعاء، لتأمينه، وتحديد الأشخاص المصرح لهم بالدخول إليه، من العاملين فيه.
وبحسب وكيل مجلس النواب، سليمان وهدان، فإن خادم الحرمين سيلقي خطابا تاريخيا، "تحت القبة" بحضور نحو 80 ضيفا للملك.
واعتبر وهدان أن زيارة الملك سلمان للبرلمان تاريخية، إذ تعد الزيارة الأولى له للمجلس، مشيرا إلى أن حضور الملك سلمان للبرلمان "في أول دور انعقاد له بعد ثورة 30 يونيو يحمل دلالة خاصة، دعما لموقف مصر وخريطة الطريق، فضلا عن أن له مدلولا إقليميا ودوليا"، على حد قوله.
ومن جهته، قال النائب صلاح عيسى، إن مجلس النواب تلقى دعوة بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مجلس النواب، مضيفا أن كل أعضاء المجلس فخورون بهذه الزيارة، مشددا على أهميتها "في الظروف الراهنة التى تشهدها البلاد".
من جانبه، كشف النائب مصطفى بكري، أن الملك سلمان سيحضر للمجلس برفقة وفد يضم 80 شخصا من الأمراء والصحفيين، وسيجلسون في الصفوف الأولى، وستجرى مراسم استقبال رسمية له بحضور رئيس المجلس، على عبد العال، والوكيلين، وأعضاء مجلس النواب.
إعلاميو السيسي غير مصدقين
إلى ذلك، بدا إعلاميو السيسي غير مصدقين أنباء زيارة الملك سلمان للبرلمان، معربين عن فرحتهم الشديدة بها، فقد وصف الإعلامي محمد الغيطي زيارة الملك سلمان للبرلمان بأنها سابقة والأولى من نوعها لملك سعودي.
وقال: "كل المصادر تؤكد أن الملك سلمان سيزور البرلمان صباح الأحد، في ثالث يوم من وصوله إلى القاهرة، وسيلقي خطابا تاريخيا سيقضي به على شائعات (إرهابية)"، في إشارة منه لجماعة الإخوان المسلمين.
تفاصيل زيارة الأحد
إلى ذلك نقلت تقارير إعلامية عن مصدر في الأمانة العامة للمجلس قوله: "إنه من المقرر أن يلقي "الملك سلمان" في الساعة 11 صباح يوم الأحد، خطابه ليقوم بعدها رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبد العال، برفع الجلسة".
ولكن في البداية، سيلقي عبد العال كلمة يرحب فيها بالعاهل السعودي والوفد المرافق له، ويؤكد العلاقة الوطيدة بين الشعبين المصري والسعودي، ويشكر
السعودية على وقوفها بجانب مصر بعد "الثورة على الإخوان"، كما يطالب العالم أجمع بمد يد العون، والوقوف ضد الإرهاب.
وبعد ذلك يستأنف البرلمان عمله في الساعة الثالثة، بعد مغادرة ملك السعودية، لمناقشة تقريــر اللــجنة الخــاصة المــشكلة لــدراسة بيــان رئــيس الــوزراء، الذي ألقاه أمام المجلس يوم 27 آذار/ مارس الماضي.
إلى ذلك، كشفت تقارير إعلامية أن رئاسة الجمهورية أرسلت وفدا من قطاع المراسم، وبرفقتهم أعضاء من الديوان الملكي السعودي، لوضع الأمور البروتوكولية الخاصة بزيارة العاهل السعودي لمجلس النواب.
وتبدأ الزيارة باستعراض حرس الشرف، وإطلاق 26 طلقة مدفع، ترحيبا بالضيف، ثم التجول في القاعة الرئيسة، ومتحف مجلس النواب.
وكان الملك سلمان شارك في القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ، آذار/ مارس الماضي، لكنه سارع بالانصراف منها، كأول مغادر، بمجرد انتهائه من إلقاء كلمته، مصطحبا معه - على الطائرة - الرئيس اليمني.