دعا رجل الدين
العراقي الشيعي القوي مقتدى
الصدر، الجمعة، إلى الإطاحة بما وصفها "حكومة
الفساد" في أكبر استعراض حتى الآن للمعارضة التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء حيدر
العبادي.
وفي استجابة لدعوة الصدر، احتشد نحو 200 ألف شخص عند مدخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في وسط بغداد مطالبين بالإصلاح وتحسين الخدمات وإنهاء الفساد.
وتعهد العبادي بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية بعد احتجاجات ضخمة في الصيف الماضي، لكن سرعان ما واجه تحديات قانونية ومقاومة للتغيير.
وفي الشهر الماضي تعهد رئيس الوزراء بتعيين وزراء تكنوقراط محل وزراء عينوا على أساس الانتماءات السياسية، لكنه لم ينجح في الوفاء بهذا التعهد هو الآخر لتزداد خيبة الأمل تجاه الحكومة.
وقال الصدر الذي تسيطر كتلة الأحرار التي يتزعمها على 34 مقعدا في البرلمان وثلاث مقاعد وزارية، إنه ينبغي منح مستقلين أكفياء الفرصة، وتنحية من أخذوا العراق "إلى الهاوية" على حد وصفه.
وبث خطاب الصدر على شاشات ضخمة بالشوارع، ولوح محتجون بأعلام العراق خارج مدخل المنطقة الخضراء تحت حراسة أفراد شرطة مكافحة الشغب.
اقرأ أيضا:
مظاهرة حاشدة لأتباع الصدر أمام المنطقة الخضراء وسط بغداد
وهدد الصدر الذي لرأيه تأثير على عشرات الآلاف من أتباعه، ومنهم مقاتلون حاربوا القوات الأمريكية في عامي 2006 و2007 باقتحام المنطقة الخضراء إذا لم يتحرك رئيس الوزراء.
وتضم المنطقة الخضراء مقر الحكومة والسفارات الأجنبية، ومنها سفارة الولايات المتحدة وأصبحت أيضا رمزا لعزلة حكام العراق عن مواطنيهم.
وقال أحمد يونس وهو محلل سياسي في بغداد، إن الإخفاق في استئصال الفساد والضغوط الاقتصادية الناجمة عن تراجع أسعار النفط إضافة إلى المعركة ضد تنظيم الدولة، "دفعت العبادي والبلاد إلى حافة الهاوية".
وقال: "يشاهد الجميع العبادي وهو يجر قديمه لتنفيذ إصلاحات حقيقية... يحاول مقتدى الصدر الآن أخذ زمام المبادرة والفوز في سباق الإصلاحات".
وقال العبادي بعد احتجاج نظمه الصدر وشارك فيه مئة ألف شخص الأسبوع الماضي، إن منتقديه وقفوا في طريقه.
وأضاف العبادي أن الكتل السياسية ما تزال متمسكة بوزرائها، وأنه لا يمكن تنفيذ إصلاحات في ظل هذه الأوضاع.