التزم المرجع الشيعي
العراقي علي
السيستاني، الجمعة، بما تعهد به سابقا بتنحية منبر الجمعة عن الحديث بالسياسة، إلا إذا اقتضى الأمر، رغم إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي دعوته لتغيير وزاري جذري في حكومته، راضخا فيما يبدو لضغوط أمريكية بهذا الصدد.
وكان وكيل السيستاني صرح في الجمعة الماضية، بالقول: "كان دأبنا في كل جمعة أن نقرأ في الخطبة الثانية نصا مكتوبا يمثل رؤى وأنظار المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي"، مستدركا "لكن تقرر ألا يكون ذلك أسبوعيا في الوقت الحاضر، بل حسب ما يستجد من أمور وتقتضيه المناسبات".
توقيت لافت
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأربعاء 9 شباط/ فبراير الجاري، في كلمة بثها التلفزيون العراقي، إنه يريد إجراء التغيير الوزاري من منطلق المسؤولية ومستلزمات المرحلة، دون أن يحدد تاريخا له.
وأضاف، أن حكومته انتهت من دراسة تتعلق بهيكلة الوزارات وتقليصها، داعيا البرلمان والقوى السياسية إلى التعاون من أجل تنفيذ خطته.
ومن جانبه، رأى الكاتب العراقي ثائر الربيعي، أن توقيت صمت السيستاني فيه رسالة تحمل معاني ودلالات وقراءة بين السطور لصناع القرار، مفادها، بأن العراق مقدم على كارثة كتسونامي إذا لم يكن هناك تغيير جوهري، كما أشار إليه رئيس الوزراء العبادي"، لافتا إلى أن "السيستاني قدم جل ما عنده من دعم وإسناد لدفع عجلة الدولة؛ حتى لا يقال إن الموجودين غير مؤهليين لإدارة السلطة ".
وشكك الربيعي في أن يكون القرار قد خرج من العبادي ذاته، قائلا: "الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء والبرلمان لإجراء التغيير ظاهرا، أما باطنا فالله العالم بيد من مقاليد الأمور ومن يحرك القرار" .
وبحسب مراقبين، فإن العبادي يسعى لاستثمار ابتعاد المرجعية عن الشأن السياسي، للعودة إلى الإصلاحات التي سبق أن شرع فيها في الصيف الماضي، التي قابلتها عراقيل كثيرة من بينها عراقيل من الأحزاب الشيعية، التي احتمت بالسيستاني لوأد تلك الإصلاحات تحت مبررات مختلفة.
ضغوط أمريكية
وكشفت وسائل إعلام محلية عراقية، عن تسلم العبادي، في 6 شباط/ الجاري، رسالة أمريكية تقضي بحل الحشد الشعبي خلال أسبوعين فقط، مع تأكيدات أن آلاف الجنود من الفرقة "المجوقلة 101" الذين انتشروا في العراق قبل أسابيع، سيؤمنون الحماية اللازمة للمقرات الحكومية ضد أية ردة فعل محتملة.
وجاء في الرسالة، بحسب موقع "الغد برس" العراقي نقلا عن مصادر، أن من الأفضل حل الحشد الشعبي، لكي لا تكون هناك مواجهة تسيل بها دماء العراقيين الأبرياء"، مشيرة إلى أن "الأمريكيين اتفقوا مع العبادي على تحجيم دور قيادات الحشد نهائيا، وتسليم أسلحة فصائل الحشد للدولة".
وربطت المصادر بين إعلان المرجعية الشيعية في النجف عن عدم تناول القضايا السياسية في خطبها، وبين الخطوات الأمريكية لإنهاء دور الحشد الشعبي وحله نهائيا.
ومن جهته، قال واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية وهي مؤسسة بحثية، إن قرار العبادي تعديل حكومته يضعه في مواجهة جماعات سياسية قوية، بما في ذلك جماعات في تحالفه الحاكم، كانت قد سحبت دعمها لإصلاحاته العام الماضي لعدم تشاوره معها.
وتوقع الهاشمي في تصريح لـ"رويترز" ألا تتفق الأحزاب مع رئيس الوزراء على تغيير وزرائهم، وسترد باقتراح لحجب الثقة عن العبادي. وقال الهاشمي إن البلاد تتجه إلى مفترق طرق خطير وعواقب يصعب التنبؤ بها.