دعا نجل رجل الدين الشيعي نمر
النمر، الذي كان من بين 47 شخصا أعدمتهم
السعودية بتهم الإرهاب وتهديد أمن الدولة بداية الشهر الحالي، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون إلى التدخل وإنقاذ ابن عمه علي النمر، السجين في السعودية، الذي يواجه مع اثنين من
الشيعة حكم الإعدام.
وتنقل صحيفة "إندبندنت أون صاندي" عن محمد النمر (29 عاما)، الذي انتقل إلى إنديانابوليس في أمريكا قبل خمسة أعوام لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة إنديانا، قوله إن "
بريطانيا لديها خيار البقاء مع النظام، أو الذهاب إلى مكان آخر تشجب فيه هذه الأفعال البربرية".
ويشير التقرير إلى أن نجل النمر حث رئيس الوزراء على التدخل وإنقاذ حياة ابن عمه، قائلا: "أقول لك، سيد كاميرون، إن كنت مواطنا بريطانيا تقدر الحرية والحياة الإنسانية، عندها تخيل أن علي هو ابنك، واسأل نفسك ماذا ستفعل من أجله".
وتذكر الصحيفة أن محمد النمر لم يعد إلى السعودية منذ خروجه منها، حيث يخشى الاعتقال إن عاد، مشيرة إلى أن عمه قد اعتقل عندما كتب تغريدة على "تويتر" في 2014 قال فيها إن السلطات السعودية سلمته لحكم الإعدام.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن محمد النمر قوله إن إعدام والده، والحكم الصادر ضد ابن عمه، تركا أثرا مدمرا على العائلة، ويقول إن والدته توفيت بعد عام من اعتقال والده في عام 2013، وهي تتلقى العلاج في مستشفى في نيويورك، ويعلق قائلا: "لم يكن الأمر سهلا، ونحن نفعل ما نستطيع على أمل إنقاذ حياة علي، لنراه يوما حرا".
وتلفت الصحيفة إلى أن محمد يقول إن عائلته لم تتلق جثة والده لدفنها، حيث تقول السلطات السعودية إن جثث من أعدموا دفنت في مكان واحد غير معلوم، ويضيف: "لا يوجد في الإسلام ما يمنع إعادة الجثة، ولنا حق بدفنه بطريقة مناسبة".
ويفيد التقرير بأن عائلته لا تعرف ماذا حصل له من معاملة قبل إعدامه، ويعلق محمد: "يجب على العالم أن يعرف ان هذا النظام وحشي وبربري". ووصف والده بأنه داعية إلى التغيير السلمي، ويقول: "كان رجلا لا يحب الظلم، ولا يتسامح مع الاستبداد، وتحدث دائما بلغة سلمية، وطالب بالتغيير".
وتنوه الصحيفة إلى البيان الذي صدر عن السفارة السعودية في لندن، بعد إعدام النمر مباشرة، ووصفت فيه رجل الدين الشيعي بأنه متهم بالتحريض على العنف، والتخطيط للقيام بعمليات إرهابية، وتسليح المليشيات، وتم اعتقاله بعد معركة مع رجال الأمن.
ويستدرك التقرير بأن محمد النمر يرفض هذه الاتهامات كلها، ويقول إنه لا يوجد أي دليل على هذا، ويقول: "قدم لي إثباتا، أي إثبات يظهر أنه كان عنيفا ومسلحا، لا يستطيعون".
وتبين الصحيفة أن النمر كان من منتقدي الحكومة السعودية، ودعا إلى الانتخابات، وإلى إنهاء التمييز ضد الشيعة، وانتشرت شعبيته بعد الربيع العربي، خاصة عندما شجب التدخل السعودي في البحرين عام 2011.
ويقول محمد النمر إن جريمة والده الوحيدة هي الدعوة إلى الحرية والإنسانية، ويضيف: "قال للناس: الحكومة تريد العنف منكم حتى يكون لها مبرر شرعي لقتلكم، ولكن الصوت الهادر للكلمات كان أقوى من صوت الرصاص".
وبحسب التقرير، فإن محمد هو النجل الوحيد للنمر، حيث يقول إن والده كان يطرح جانبا السياسة، ويناقشه في الأمور التي تتعلق بحياته كونه أبا.
وتختم "إندبندنت أون صاندي" تقريرها بالإشارة إلى أن محمد يخشى الاعتقال، إن عاد إلى السعودية، ولكنه مصمم على مواصلة القتال من أجل والده، ولإنقاذ ابن عمه. ويقول: "إنها جريمة وسأثبتها يوما ما أمام المحكمة، ومن تورط بها سيحصل على العدل الذي يستحقه للجرائم التي ارتكبها".