أجمع كبار المعلقين في
إسرائيل على أن الجيش والمخابرات الإسرائيلية عاجزان عن وقف عمليات المقاومة في انتفاضة القدس، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في مساعدة إسرائيل على إحباط هذه العمليات.
وقال يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة قدمت لإسرائيل المعلومات اللازمة التي مكنتها من إحباط العمليات التي خططت لها التنظيمات الفلسطينية، سيما حركة حماس.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة صباح اليوم، نوه ميلمان إلى أن "الفضل" يعود للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في مساعدة جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" في إحباط العمليات التي خططت لها حركة حماس لتنفيذها في الضفة الغربية مؤخرا.
وأشار ميلمان إلى أن المشكلة تكمن في أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة غير قادرة على مساعدة إسرائيل على إحباط العمليات التي ينفذها أفراد لا ينتمون لأطر تنظيمية.
وأوضح ميلمان أن رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، استجاب لطلب إسرائيل بتقليص مظاهر "التحريض" في وسائل الإعلام الفلسطينية بشكل كبير.
وشدد ميلمان على أن عباس يصر على التعاون الأمني مع إسرائيل على الرغم من تنكر حكومة نتنياهو له، ولرفضها تقديم أية تنازلات سياسية تبرر لعباس مواصلة التعاون الأمني.
من ناحية ثانية ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية، أن محمود عباس أعطى الانطباع خلال لقائه مع الصحافيين الإسرائيليين الخميس الماضي بأن مواجهة حركة حماس تقع على رأس أولوياته.
وقال حازي ماخليف، مراسل القناة للشؤون العربية الذي حضر اللقاء مع عباس، إن رئيس السلطة أوضح أن حركة حماس معنية باستغلال أحداث الانتفاضة من أجل تعزيز مكانتها والمس بمكانة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأشار ماخليف، إلى أنه على الرغم من دفاع عباس عن مواصلة التعاون الأمني مع إسرائيل، فإن اليأس والإحباط كانا واضحين عليه وهو يدرك أن منحه ثلاث ساعات للحديث مع الصحافيين الإسرائيليين لن يسهم في تحسين قدرته على إقناع نتنياهو بتغيير نمط سلوكه تجاهه.
في سياق آخر، حذر أودي سيغل، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الثانية من خطورة الخطوات التي يقدم عليها نتنياهو لضمان عدم إسهام الانتفاضة في المس بمكانته كزعيم أوحد لليمين.
وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية، أوضح سيغل أن نتنياهو أحرج وزير حربه موشيه يعلون الذي أمر بإخراج مستوطنين سيطروا على منازل فلسطينية في الخليل عنوة ولم يقدم له دعما في أعقاب الانتقادات التي وجهها وزراء ونواب من حزبي الليكود والبيت اليهودي.
ونوه سيغل إلى أن نتنياهو يعمل ضد مصلحة إسرائيل من خلال السماح بصب زيت على نار الانتفاضة المشتعلة في الضفة الغربية.