كتب المراسل للموقع الإخباري التابع لوزارة الدفاع الأمريكية "
البنتاغون" جيم غارامون، عن الدروس التي تعلمتها القوات
العراقية في معركة
الرمادي، التي تحاول مشاركتها مع قوات الحلفاء، والاستفادة منها.
وجاء في التقرير نقلا عن مسؤولين في قوات التحالف ضد
تنظيم الدولة، قولهم إن القوات العراقية تتعلم من دروس معركة الرمادي، وتشارك الآخرين في ما تعلمته.
ويستدرك الكاتب بأنه مع أن القتال ضد تنظيم الدولة لا يزال دائرا في المدينة، إلا أن المسؤولين العسكريين العراقيين يطبقون ما تعلموه من المعركة في مناطق آخرى، بحسب الكابتن تشانس ماكرو، الخبير في عمليات القوات الخاصة في حملة الإرادة الصلبة، وهو اسم العملية التي أطلقتها الولايات المتحدة على الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
ويورد الموقع أن ماكرو تحدث للصحافيين المرافقين لرئيس هيئة الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد، الذي زار مواقع في العراق، وقابل عددا من المسؤولين العسكريين البارزين الأمريكيين والعراقيين هناك.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن معركة الرمادي كانت تجربة خاضها الجيش العراقي، ولم يعهدها من قبل، بحسب الكابتن ماكرو، الذي أشار إلى أن معركة الرمادي كانت حربا تقليدية، وتشبه إلى حد كبير معركة "تشانسلرزفيل" أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، أكثر من كونها حرب مكافحة إرهاب تعودت القوات الأمنية العراقية على خوضها.
ويذكر غارامون أنه في معركة "تشانسلرزفيل"، سيطر روبرت إي لي على المركز، في الوقت الذي هاجم فيه فرقة من جيش الاتحاد، مشيرا إلى أن هذا ما حدث في الرمادي، حيث قامت استراتيجية تنظيم الدولة على منع قوات الأمن العراقية من الوصول إلى الرمادي، واستخدم بعدها سيارات مفخخة لضرب صفوف الجيش العراقي.
وينقل الموقع عن ماكرو قوله إن الجيش العراقي تعلم الدروس أثناء العملية، فلم يكن قادرا على إرسال الفنيين للتخلص من حقول الألغام، ولفتح الطريق؛ لأن الرمادي منطقة مأهولة بالسكان، ما سيعرض القوات لخسائر فادحة؛ بسبب وجود مقاتلين يختبئون في أماكن، ويطلقون الرشاشات أو القناصة.
ويضيف ماكرو: "استخدم العراقيون الجرافات المصفحة وغيرها من الأدوات المتحركة؛ من أجل بناء سواتر ترابية وجدران تحمي القوات العسكرية. واستخدمت القوات العراقية نظاما لتنظيف الألغام، اسمه (ميكليكس)، وبهذه الطريقة كان باستطاعة القوات العراقية التقدم والسيطرة على الرمادي. وتقوم القوات التي شاركت في المعركة بمشاركة الآخرين فيما تعلمته من الرمادي".
ويفيد التقرير بأن الكابتن ماكرو أكد أن ما تعلمه العراقيون في الرمادي سيترك أثره على الحملة التي يخطط من خلالها لاستعادة مدينة
الموصل، التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية، ويسيطر عليها التنظيم منذ حزيران/ يونيو عام 2014.
ويبين الكاتب أن الموصل مثل الرمادي، تقع على النهر، فقد تعلم العراقيون من الرمادي دروسا أخرى، وهي بناء الجسور، وتم نقل المهندسين العراقيين، الذين كانوا يتدربون من أجل بناء جسور متحركة على نهر الفرات، جنوب مدينة الرمادي. وعلق ماكرو قائلا: "أظن أنه يمكن تسميته بامتحان تخرج" للمهندسين من الجنود العراقيين.
ويلفت الموقع إلى أن عدد سكان الموصل كان في أيام السلم يتجاوز 2.5 مليون نسمة، ويقطع نهر دجلة المدينة مثل المقص. ويقول المسؤولون العسكريون إن فرقة بناء الجسور مهمة للحملة، وتقوم القوات الأمنية العراقية بالاستثمار في هذا المجال.
ويخلص الموقع إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه الجيش العراقي تنظيف الرمادي، فإن مقاتلي التنظيم لا يزالون ناشطين فيما يطلق عليها "زعنفة سمك القرش" نظرا لشكلها. مشيرا إلى أن القوات الأمنية العراقية أنقذت 500 مدني، كان تنظيم الدولة يمنعهم من الخروج، بحسب قول الكابتن ماكرو.