قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها إن استعادة الجيش
العراقي لمدينة
الرمادي يعد نصرا مهما ضد
تنظيم الدولة.
وجاء في الافتتاحية أن "رفع علم الحكومة العراقية وسط الرمادي يوم الاثنين يعد تقدما مشجعا في الحرب ضد تنظيم الدولة، وليس من خلال استعادة الأراضي فقط. فاستعادة المدينة السنية، بعد سيطرة الجهاديين عليها قبل سبعة أشهر، حققته القوات العراقية التي لقيت مساعدة من طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ونجحت العملية دون مشاركة المليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران، وشاركت فيه العشائر السنية، التي من المتوقع أن تقوم بالتعاون مع الشرطة بالسيطرة على المدينة".
وتضيف الصحيفة أن "تنظيم الدولة عانى الآن من ثلاث هزائم على يد ثلاث قوى مختلفة ومنذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر، فقد قادت المليشيات الشيعية عملية السيطرة على مدينة مصفاة النفط في بيجي، شمال بغداد، فيما قام المقاتلون الأكراد بتحرير بلدة سنجار، وهو ما أدى إلى قطع خطوط الإمدادات بين عاصمة الدولة الإسلامية في الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية، التي تعد أكبر تجمع سكاني تسيطر عليه. ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن المحطة القادمة ستكون هدف الجيش العراقي المقبل، فيما تتقدم القوات الكردية العربية المدعومة أمريكيا من مدينة الرقة".
وترى الافتتاحية أن الوجه الآخر لهذه الأخبار الإيجابية هو أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد وصلت إلى حدود ما يمكنها عمله لتدمير تنظيم الدولة دون القضاء على المشكلة التي سببت هذه الحرب، وهي غياب البديل السني المعتدل عن تنظيم الدولة، أو غياب القوة المتماسكة في كل من العراق وسوريا.
وتشير الصحيفة إلى أنه "في العراق، وتحت ضغط من واشنطن، وعد العبادي بمنح القادة
السنة مساحة أكبر في العملية السياسية، ولكنه فشل في عمل هذا؛ وهذا يعود في جزء منه إلى الضغوط المنافسة التي تقوم بها الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران".
وتبين الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، أنه في سوريا "يمنع ظهور قيادة جديدة في الحرب الأهلية المتعددة الوجوه، فالقوى السنية المعتدلة والعلمانية تعد الهدف الأكبر لطيران بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين. ومع أن التحالف الذي أنشئ في الفترة الأخيرة للتفاوض مع الأسد يعد خطوة جيدة للأمام، ولكن ما ينقصه هو التماسك كي يمنح بديلا سياسيا عن تنظيم الدولة، وهو على أي حال يركز على الحرب مع دمشق".
وترى الصحيفة أن الرئيس باراك
أوباما بدأ شيئا فشيئا وفي الفترة الأخيرة بالمصادقة على خطوات تدريجية لتقوية الحملة العسكرية، بما فيها إرسال قوات العمليات الخاصة لكل من العراق وسوريا، وزيادة الغارات الجوية.
وتستدرك الافتتاحية بأن جهود أوباما لكسر المشكلة السياسية السنية تعتمد بشكل كبير على جهود وزير الخارجية جون كيري، التي تقوم على إشراك الروس والإيرانيين في العملية السياسية.
وتجد الصحيفة أن هذا هدف بعيد المنال، ومن غير المحتمل نجاحه دون تحركات على الأرض، مشيرة إلى رفض الرئيس الأمريكي إنشاء مناطق آمنة ومحمية في سوريا.
وتورد الافتتاحية أنه "في العراق يجب على الولايات المتحدة تقديم الخيار للعبادي، بين بناء تعاقدات جديدة مع العرب السنة والأكراد، أو مراقبة الأمريكيين وهم يفعلون ذلك، دون المرور عبر بغداد".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "أوباما نجح هذا العام بوقف تنظيم الدولة من التوسع، حيث بدأ يتراجع إلى الخلف. وإذا أراد أن يكون عامه الأخير في المنصب هو التقدم نحو تدمير التنظيم، فعليه العثور على القيادات السياسية التي يجب أن تحل محل تنظيم الدولة وتقويتها".