القنطار من "المقاومة" إلى الموت في صف الاستبداد (فيديو)

"لم أعد من فلسطين إلا لأعود إلى فلسطين"، شعار سمير القنطار، الأسير المحرر والقيادي في حزب الله، بعد خروجه من سجون الاحتلال، والذي قتل بغارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية دمشق، وسط جدل حول شخصيته ومكانته بين الأسير المحرر المناضل المقاوم، أوالشبيح الذي دعم نظاما قتل أكثر من 250 ألف شخص من شعبه.

"عميد الأسرى"

ويحمل القنطار تاريخا "نضاليا"، إذ ينظر إليه على أنه رمز للأسرى المحررين كما كان يلقب بـ"عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية"، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد قيامه بعملية عسكرية - بينما كان عمره 16 عاما - اخترق بها الحدود، ودخل إلى الأراضي المحتلة ليقتل ثلاثة إسرائيليين في نهاريا (شمال الأراضي المحتلة) عام 1979، قبل أن يفرج عنه في إطار صفقة تبادل مع حزب الله عام 2008.

وكان تحرير القنطار بمثابة "صفعة" للاحتلال الإسرائيلي، وحظي تحريره باحتفاء عربي رسمي وشعبي، وأصبح ينظر منذ حينها إلى القنطار، مقاوما للاحتلال، ورمز للنضال، بعد قضائه ما يقارب الثلاثين سنة في سجون الاحتلال، وهو ما اعتبره بعض المحللين سببا لاستهداف شخصه في دمشق، كنوع من تصفية الحسابات، وتحطيم الرمز.

اقرأ أيضا: لماذا تمت تصفية سمير القنطار تحديدا؟

وقالت تقارير إسرائيلية إنه قتل مع القنطار في بلدة "جرمانا" ذات الأغلبية الدرزية، جنوب دمشق، فرحان شعلان، وقادة ميدانيون آخرون، كانوا يؤسسون فصيلا مسلحا يسمى "المقاومة الوطنية السورية في الجولان" الناشط في مناطق الدوز، والذي يسعى لتجنيد الدروز لصالحها، بإسناد من حزب الله وفيلق القدس ومخابرات النظام السوري، بحسب قول المحلل العسكري الإسرائيلي بصحيفة "معاريف" العبرية يوسي ميلمان، الاثنين. 

من "المقاومة" إلى "التشبيح"

إلا أن القنطار لم يعد إلى فلسطين بعد اندلاع الثورة السورية التي خرجت بها مظاهرات شعبية عارمة بإنهاء ثلاثين عاما من الاستبداد، لكنه عاد إلى سوريا واصطف مع حزب الله إلى جانب النظام السوري، الذي بدأ بالدعم الإعلامي والشعبي، ليتحول إلى الدعم العسكري والمادي المباشر، ويصبح متورطا بشكل مباشر في الأزمة السورية، التي خسر بها الحزب آلاف شبابه، وأضعاف ما قدمه على الجبهات مع قوات الاحتلال.

اقرأ أيضا: لماذا شبّه موقع أمريكي القنطار بهتلر؟

وبث "الإعلام الحربي المركزي"، التابع لحزب الله والذي ينشر معارك الحزب تحديدا في سوريا، مقطعا خاصا لسمير القنطار بعد وفاته وهو يركب طائرة مروحية، تتبع بالغالب لجيش النظام السوري - في ظل عدم امتلاك الحزب للقوة الجوية -، كما يظهر وهو يشارك بإطلاق الرصاص بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على أحد الجبهات، والتي قالت مواقع إخبارية تابعة للحزب إن هذه المقاطع صورت في جرود فليطة، في جبال القلمون، في الريف الدمشقي السوري.



وفي مطلع العام الجاري، نشر موقع "دي برس" المؤيد للنظام السوري، صورا للقنطار قرب مطار دير الزور العسكري بجانب العميد في الجيش السوري عصام زهر الدين، قائد لواء الحرس الجمهوري في دير الزور وقائد عملياتها العسكرية، كما ظهرت صور للقنطار بجانب مقاتلين عسكريين، أحدهم يعرب زهر الدين، نجل العميد عصام.

بالصور: سمير القنطار في مطار دير الزور العسكري مع زهر الدين

Posted by ‎DayPress - دي برس‎ on Friday, January 2, 2015

ومنذ بداية الثورة، اختار الأسير المحرر الوقوف في جانب النظام السوري، والذي أكد على دعمه في كل المحافل التي كان يدعى إليها، باعتباره رمزا لـ "محور المقاومة والممانعة"، الذي تحدثت الكثير من التقارير مؤخرا عن تنسيق حلفاء هذا المحور مع إسرائيل لاغتيال القنطار شخصيا.

وظهر القنطار في حفل شعبي لدعم الشعب الفلسطيني في يوم الأرض في العاصمة التونسية تونس، وهو يهتف مع الجماهير "بالروح بالدم نفديك يا بشار".



وكان أكثر المواقف العلنية المؤيدة لنظام الأسد انتشارا تصريحه في تشرين الأول/ أكتوبر 2011 بعد اندلاع الثورة السورية بشهور، إذ أبدى استعداده للمشاركة شخصيا في صف الأسد، والذي انتهى به للموت في صف النظام السوري، ولكن بغارات إسرائيلية، أعادت التذكير وإثارة الجدل حول تاريخه وحاضره ونهايته.

الأسير المحرر سمير القنطار ::من يحمل السلاح ضد النظام السوري يجب أن تقطع يده و أنا مستعد للذهاب إلى سوريا لقطع أيادي من يحملون السلاح ضد النظام.

Posted by ‎نبض سوريا الأسد‎ on Monday, October 31, 2011