أعادت سيطرة الفصائل المقاتلة على بلدة
مورك الاستراتيجية في ريف
حماة الشمالي، الحديث عن معركة مدينة حماة، التي كانت قد هدأت على خلفية خلافات داخلية في "
جيش الفتح".
وكانت فصائل جيش الفتح قد تمكنت من إحكام السيطرة على مورك الأربعاء الماضي، بعد معارك شرسة مع قوات النظام التي اضطرت للانسحاب إلى بلدة صوران، إضافة إلى حواجز في القرى المجاورة.
وبحسب ناشطين ومقاتلين، تحدثوا لـ"عربي21"، فقد سبق أن قاتل النظام عاما كاملا ليستعيد بلدة مورك، "ولم يترك سلاحا إلا وقصفنا وبه، ولا مليشيا إلا استعان بها.. واليوم أخذناها من يديه خلال ساعات، وهو ليس وحده، بل يقاتل إلى صفه الضباط الروس والطائرات الروسية"، كما قال أحدهم.
وشكلت السيطرة على البلدة منعطفا كبيرا في معركة حماة، التي كانت قد هدأت نسبيا في الأيام السابقة بعد انسحاب فصيل "جند الأقصى" من غرفة عمليات "جيش الفتح"، حيث شكل ذلك خيبة أمل لدى الكثيرين، وخصوصا فصائل مدينة حماة التي ضعفت آمالها بتحرير مدينتهم.
ويقول الناشط سامي الحموي، في حديث لـ"عربي21": "في كل مرة تنطلق فيها معركة لتحرير المدينة، نستبشر بها، ونقاتل بكل ما لدينا، لكن المعارك التي أطلقت في السنوات الماضية لم يكتب لها النجاح جميعها، حتى بدأ اليأس يدخل إلى قلوبنا، ولم نعد نهتم بأي معركة، حيث أصبحنا نشعر أن هناك إرادة دولية تقف ضد تحرير مدينة حماة"، وفق قوله.
ويضيف قائلا: "لكن حين أطلق جيش الفتح معركة تحرير حماة، شعرنا بجدية المعركة لثقتنا بجيش الفتح، الذي حرر معظم مناطق الشمال السوري، وأصبح موضع ثقة لدى الثوار والمدنيين على حد سواء".
وقال الناشط: "اليوم تقوى لدينا هذه الآمال بعد أن تقدمنا باتجاه المدينة بشكل كبير خلال فترة قصيرة، وأثمر تقدمنا بتحرير بلدة مورك التي تعد من أهم النقاط في الريف الشمالي".
ولاقى تحرير مورك من سيطرة قوات النظام السوري ترحيبا واسعا لدى ناشطي ومقاتلي حماة بشكل خاص، وذلك للرمزية التي تحملها هذه البلدة، فهي التي كبدت النظام أكبر الخسائر في الشمال السوري في العام الماضي؛ حيث فقد مئات من جنوده، إضافة إلى الخسائر الكبيرة في العتاد، وهو ما دعا لأن يطلق عليها وصف "مقبرة الدبابات".
ومن الناحية العسكرية، تحظى بلدة مورك بأهمية كبيرة، خصوصا بعد أن تم تحرير بلدة عطشان، وتل سكيك وأطراف بلدة كفرنبودة، كما يقول القائد العسكري في ألوية أجناد الشام "أبو حسن المحمد لـ"عربي21".
ويوضح المحمد: "المعركة التي نقاتل فيها اليوم لا تشبه أي معركة سابقة، فنحن نتقدم فيها بشكل منظم، ونضرب النظام في نقاط تمركزه المهمة، فاليوم مورك وغدا معان وصوران، وبعدهما قمحانة وجبل زين العابدين".
ويضيف قائلا: "سنبقى مستمرين حتى نصل إلى مطار حماة العسكري ونحرره، ونخلص المنطقة كلها من الدمار الذي ينشره فيها"، وفق قوله.
وبحسب القائد العسكري، فقد شكل تحرير بلدة مورك ضربة موجعة لمعنويات جنود النظام الذين لم يتخيلوا حدوث أمر كهذا، بعد دعمهم بقوة الطيران الروسي والآليات الحديثة التي أرسلتها لهم روسيا، لكنهم تراجعوا إلى بلدة صوران بعدما قتل العشرات منهم على جبهات مورك.
ويذكر أن هذه المعركة واحدة من قرابة 10 معارك انطلقت لتحرير مدينة حماة، التي أطلقها الثوار خلال السنوات الماضية، آخرها كانت في العام الماضي، ووصلت فيها الفصائل المقاتلة إلى أطراف المدينة، لتتراجع بعدها إلى مواقعها السابقة.