قام مهرجان إسني نورغ (التاج الذهبي) الدولي للفيلم
الأمازيغي، المقام بمدينة أغادير -جنوب
المغرب-، الخميس المنصرم، بتكريم فيلم "فاطمة 75" الممنوع من العرض في
تونس لأكثر من 30 سنة، كما تم عرضه في فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان.
وقد تم تكريم الفيلم الممنوع، في شخص منتجته السينمائية والفاعلة الحقوقية والسياسية سلمة بكار، والذي اعتبرته اللجنة المنظمة للمهرجان أنه "كان ملهما لنضالات المرأة التونسية في سبيل التحرر والمساواة، منذ ذلك الوقت إلى اليوم".
وعن أسباب عرض الفيلم في المغرب، قال مدير مهرجان "إسني نورغ"، رشيد بوقسيم في تصريح خاص لـ "
عربي21"، إن "الثقافة الأمازيغية قبل ترسيمها كانت تتعرض للمنع والتمييز، كما أن مجموعة من المبدعين تعرضوا للاعتقالات بسبب أعمالهم الفنية والسينمائية، ويأتي هذا التكريم ردا للاعتبار واعترافا بهؤلاء".
وأضاف مدير المهرجان أن "المنتجة السينمائية سلمة بكار كانت من أوائل السينمائيين المدافعين عن الأمازيغية في فترة الأربعينيات، ومن خلال دفاعها عن تونس المتعددة المتعايشة مع جميع الثقافات، كما أن فيلمها "فاطمة 75" (باللهجة التونسية) عرض في عشرات الدول الأجنبية في حين منع داخل تونس".
وتابع بوقسيم "التضامن مع الأعمال والنضالات مبني للذاتية من أجل المساواة والتعددية انطلاقا من المرجعية الكونية لحقوق الإنسان، وسلمة بكار ناضلت من أجل أن يكون لأمازيغ تونس، حق أصيل في البلد كما أنها كانت ضمن لجنة وضع الدستور التونسي بعد سقوط نظام زين العابدين بنعلي، وبالرغم من التضييق على موقفها فقد حققت مكسبا للأمازيغ في تونس".
وعن ما ميز الدورة التاسعة للمهرجان، قال بوقسيم إنها "تأتي قبل العشرية الأولى للمهرجان، كما أن إدارة الفعاليات انتقلت من إنتاج الأفلام التخيلية إلى تعليم الشباب صناعة الأفلام الوثائقية، وكيفية البحث عن دعم مادي لأعمالهم داخل المغرب وكذا خارجه".
وأشار إلى أن "الفيلم الوثائقي فيه هامش الحرية أكثر من الفيلم التخيلي، بحكم أن المغرب مادة خام يمكن من خلال الوثائقي التعريف به وتوثيق الذاكرة الجماعية لبعض المناطق التي تتعرض للتضييق والطمس".
وقد توج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي الأمازيغي في ختام دورته، فيلم "أسيكل" للمخرج المغربي عزيز أوسايح، فيما حاز فيلم "صوت الصمت" من الجزائر على جائزة أحسن فيلم قصير، أما جائزة أحسن فيلم وثائقي فكانت من نصيب "صوت النساء الأمازيغيات" لسفيان عرايشي من المغرب.
وتوج الفنان الجزائري الشريف أزرو بجائزة أحسن ممثل، عن دوره في فيلم "غناء الصرار"، فيما كانت جائزة أحسن دور نسائي من نصيب الطفلة الجزائرية صبرين عن فيلم "تغرسي" مناصفة مع خديجة أمزيان من المغرب، وحصل على جائزة أحسن سيناريو علي بركنو عن فيلم "غناء الصرار".
فيما خصصت الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية صنف الفيلم، والتي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بتنسيق مع جمعية إسني ورغ، للمخرج سعيد بلي عن فيلمه القصير "مول البيكالا" (صاحب الدراجة الهوائية).