اعتبر الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي ما جرى في مصر خلال السنوات الماضية، والقمع الذي مارسه ضد الإخوان المسلمين "تاريخا"، وأنه لن "يكون محل نقاش" بينه وبين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون، الذي دعاه إلى زيارة
بريطانيا، حيث سيحل ضيفا على مقر الحكومة في "10 داونينغ ستريت".
وأكد السيسي في لقاء أجراه معه كون كوغلين من صحيفة "ديلي تلغراف" أنه مصر على طرح موضوع آخر وقال: "
ليبيا التي تعد خطرا يهددنا جميعا، فغياب حكومة يخلق فراغا ينتعش فيه المتطرفون"، حيث يعد الرئيس المصري ناقدا للدور البريطاني في ليبيا، الذي أطاح بالرئيس الليبي معمر القذافي.
وأضاف السيسي للصحيفة: "كانت مهمة لم تنجز بالكامل. وما حدث ترك ليبيا دون قيادة، حيث كانت بحاجة إلى المساعدة".
وتشير الصحيفة إلى أن مصر تدعم مع بقية الدول العربية المحادثات التي تجريها الأمم المتحدة مع الأطراف المتنازعة، وفي حالة نجحت جهود المبعوث الدولي وشكلت حكومة، فإن كاميرون يفكر جديا بإرسال فرقة بريطانية صغيرة للمشاركة مع القوات الدولية لتحقيق الاستقرار في البلاد، ومنع تحولها إلى منطقة آمنة ينشط فيها المتطرفون وعصابات التهريب.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن السيسي انتقد الرد الغربي المحدود على تنظيم الدولة في العراق وسوريا. وقال: "خريطة التطرف وعدم الاستقرار تتوسع ولا تتقلص. ونحن بحاجة إلى تقييم قدراتنا بشكل يسمح لنا بزيادة تلك القدرات".
ويبين كوغلين أنه في الوقت الذي يقول فيه السيسي إنه لا يريد الخوض في مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلا أنه يدعو إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة، ويقول: "علينا أن نكون حذرين، وينبغي عدم تدمير مؤسسات البلد الوطنية".
وتذكر الصحيفة أن السيسي يتطلع إلى تعزيز العلاقات التجارية مع بريطانيا، التي يقول إنها مهمة لبناء البلد بعد سنوات من الاضطرابات، ويضيف: "نريد من العالم معرفة أن التغيرات التي تحدث هنا تعكس إرادة الشعب المصري وليس أي طرف آخر".
ويستدرك التقرير بأن السيسي انتقد من يريد استخدام سجل بلاده في حقوق الإنسان لتوجيه النقد له ويقول: "عندما خرج المصريون للشوارع، فإنهم فعلوا هذا نتيجة لمستوياتهم المعيشية وكذلك لمطالبهم السياسية". ويضيف: "إذا أردنا التصدي لجذور المشكلة فهذا سيكلفنا مليارات الدولارات، والسؤال هو فيما إن كانت هذه الدول التي تنتقدنا بسبب حقوق الإنسان مستعدة لمساعدتنا".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن السيسي اتهم البريطانيين بالنظر لمصر ومشكلاتها من خلال منظورهم الثقافي، ويقول: "لدينا ملايين المحتاجين أليس من حقهم أن تكون لهم مستويات معيشة مثل تلك التي يحظى بها البريطانيون؟ يجب أن نكون قادرين على منح الناس تعليما كالذي يحصل عليه البريطانيون، ومستويات المعيشة ذاتها والعناية الصحية ذاتها، أليس حقا إنسانيا لملايين المصريين بأن تكون لهم وظيفة شريفة؟".
وكان السيسي في بداية المقابلة قد قال إن "لديه ذكريات حميمية عن البلد أثناء الفترة التي قضاها فيه". وذكر أثناء المقابلة التي جرت في القصر الجمهوري في حي هيليوبوليس بالقاهرة أنه يتذكر أيام الكريسماس التي قضاها في مقاطعة "سري" غرب لندن، حيث أحضر معه ورق البردي المصري لكي يصنع منه بطاقات معايدة لجيرانه يهنئهم فيها بالكريسماس ومكتوب عليها "أحر التمنيات من الميجر
السيسي"..".