نشرت صحيفة ميديابار الفرنسية تقريرا، اعتبرت فيه أن مصر منذ الانقلاب العسكري في سنة 2013، دخلت في فترة مظلمة من القمع والخوف، وأكدت أن
أوروبا مطالبة اليوم بالتدخل لمنع إعدام الرئيس المنتخب محمد
مرسي، إذا كانت فعلا وفية لمبادئها وتريد المحافظة على صورة جيدة في العالم العربي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي كتبته الصحافية سونيا هيزبرون، وترجمته "
عربي21"، إن الانقلاب العسكري الذي حدث في تموز/ يوليو 2013، أنهى الانتقال الديمقراطي الذي أنتجته الثورة المصرية في سنة 2011. وأصبحت مصر تحت حكم الفريق عبد الفتاح
السيسي، أرض الخوف والاضطهاد.
واعتبرت أن العدالة أصبحت في خدمة أولئك الماسكين بزمام السلطة، وكل صوت معارض يتعرض لكل أشكال التضييق والقمع العنيف، كما أن ممارسة التعذيب وإصدار أحكام الإعدام أصبحت سلاحا يتم استعماله بطريقة ممنهجة، وعدد الصحفيين القابعين وراء القضبان في ارتفاع مستمر.
وذكرت الصحيفة، أن سمعة أوروبا تعرضت لضرر كبير ومزمن بعد أن قررت التغاضي عن انقلاب سنة 2013، ولم تبد أي احتجاج على إجهاض السيسي لعملية ديمقراطية فتية كانت الدول الغربية تدعي أنها الراعي الأول لها.
وتابعت، منذ ذلك التاريخ فضلت أوروبا السكوت وعدم انتقاد السياسات التي أدخلت مصر في دوامة الدكتاتورية، والمجازر الغير مسبوقة التي استهدفت المتظاهرين السلميين، وأحكام الإعدام الجماعية التي شملت نشطاء الإخوان المسلمين وبقية أطياف المعارضة.
وأضافت الصحيفة أن تهديد النظام المصري بإعدام الرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في التاريخ السياسي المصري، بعد أن تأكيد حكم الإعدام الصادر بحقه في 16 من حزيران/ يونيو الماضي، هو تهديد جدي، يمكن أن يصبح حقيقة.
وأكدت أن تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس مرسي سيكون انتهاكا صارخا لكل القيم الديمقراطية، مهما اختلف الملاحظون فيما يخص أصل الأزمة المصرية ومن المتسبب فيها، فإن هذا الأمر يتعلق بقيم إنسانية يتشاطرها جميع الناس ولا يمكن الاختلاف حولها.
وذكرت أن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية تعمل منذ وقت طويل على إلغاء عقوبة الإعدام في الدول التي لا تزال تعتمد هذه العقوبة، كما أن قتل النظام المصري لمحمد مرسي وبقية قيادات تيار الإخوان المسلمين سيمثل انتهاكا لحقوق الإنسان، وخطأ سياسيا فادحا.
وسجلت أن تيار الإخوان المسلمين يمثل، -سواء أحببنا أم كرهنا-، جزء هاما من الشعب المصري، وهو جزء محافظ ومتجذر في بلده، ومع السعي لاجتثاثه ومنع أي فرصة لإقامة الديمقراطية في مصر، لن يجد السيسي في المستقبل في مواجهته أي طرف سياسي، بل سيكون في مواجهة المجموعات المتشددة والمسلحة، التي تتكون من شباب يائس لا يعرف غير لغة الرصاص والمتفجرات.
واعتبرت الصحيفة أن صمت أوروبا عن هذا النفق المظلم الذي دخلت فيه مصر في عهد السيسي، يعتبر نفاقا من أوروبا وتخليا عن مبادئها، كما أنه يبعث برسالة سلبية للعالم العربي حول دعمها للدكتاتورية.
وخلصت الصحيفة إلى أن اتخاذ أوروبا لموقف إيجابي من هذه القضية لن يكون فقط لأسباب أخلاقية، بل إن الواقعية السياسية أيضا تفرض عليها ذلك، ولهذا فإن المواطنين الأوربيين مطالبون بالمشاركة في حملات الضغط على قادتهم لكي يمارسوا بدورهم ضغطا على النظام العسكري المصري، ليوقف استغلاله لعقوبة الإعدام لتصفية حساباته مع محمد مرسي وبقية معارضيه.