ناقش المحلل الإسرائيلي ميخال يعال، أسباب القلق المتزايد الذي تبديه
السعودية تجاه توقيع
الاتفاق النووي بين
إيران والدول الكبرى، مشددا على أن الحديث السعودي عن الخيار النووي يعكس الخوف الهائل لدى الأسرة المالكة من مستقبل الشرق الأوسط في اليوم التالي للاتفاق.
وقال يعال في مقالته بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن الاتفاق النووي مع إيران خطير لعدة أسباب أساسية، من الوجهة النظر السعودية؛ وأولها أن رفع العقوبات الدولية سيساعد إيران على التخلص من الأزمة الاقتصادية التي علقت فيها وتوسيع دعمها المالي لفروعها المختلفة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها حزب الله ونظام الأسد والحوثيين في اليمن.
ونوه إلى أن هذا الاتفاق بهذا الوضع سيسهل على إيران إعادة تصميم وجه المنطقة بشكل يتعارض والمصالح السعودية. وإضافة إلى ذلك، فستتمكن إيران من بيع النفط في الأسواق الوطنية، الخطوة التي ستؤدي إلى تخفيض دراماتيكي في أسعار النفط والمس بنصيب السعودية من السوق.
السبب الآخر وفقا لـ"يعال"، أن الاتفاق يجمد البرنامج النووي الإيراني، ولكنه لا يلغي تطويره في المستقبل. وفي ضوء ذلك، فإن السعوديين يخشون من أن تنجر الساحة الشرق أوسطية إلى سباق تسلح تقليدي وغير تقليدي، يعمق النزاعات المختلفة في المنطقة، وهكذا فإنه يفاقم المشاكل الأمنية للمملكة.
وأضاف الكاتب أن من شأن الاتفاق أن يؤدي إلى التقارب بين طهران وواشنطن على حساب دول الخليج، والسعودية على رأسها. ورغم محاولات إدارة أوباما إرضاء الأسرة المالكة وتشديد الالتزام الأمريكي تجاه الحليف القديم، فإنه ليس في ذلك ما يخفف من إحساس خيبة الأمل والإحباط لدى الأسرة المالكة السعودية من سياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط، وفي ما يتعلق بإيران على نحو خاص. ومن غير المستبعد أن يكون تغيب الملك سلمان عن لقاء قمة دول الخليج مع الولايات المتحدة في أيار/ مايو الماضي قد عكس استياء السعودية في هذا الشأن.
ونوه يعال قائلا: "في ضوء هذه الأمور، لا غرو ألا تكون السعودية من بين الدول التي ترحب بالاتفاق".
ورغم تصريحات مصدر سعودي رسمي قال إن "المملكة كانت دوما مع اتفاق يمنع النووي الإيراني ويفرض الرقابة"، فإن من المعقول الافتراض أن حكام المملكة ليسوا متفائلين من قدرة القوى العظمى على لجم البرنامج النووي الإيراني ومنع آثاره الهدامة على المنطقة. ولذا، فإنه ليس واضحا بأي شكل سيؤثر توقيع الاتفاق على الرد الأمريكي على إيران، إذا ما قررت تعميق دورها في الساحة اليمنية.
وختم يعال بالقول، إنه في اليوم التالي للتوقيع ليس واضحا كيف سيؤثر الاتفاق على خريطة موازين القوى الإقليمية بالعموم وعلى علاقات السعودية بإسرائيل خصوصا، فقد ازدادت في الآونة الأخيرة التقارير عن التعاون الاستراتيجي بين الدولتين على خلفية احتدام الخطر الإيراني، وإن كانت لم تؤكد الأسرة المالكة ذلك.
ونوه إلى أنه حتى لو كان صحيحا ما في هذه التقارير، فليس في ذلك ما يؤشر إلى اختراق هام في العلاقات بينهما. فرغم تماثل المصالح في مسائل استراتيجية، فلا تزال السعودية تتمسك بمطلبها التقليدي من إسرائيل بالانسحاب من المناطق المحتلة والسماح بحل المشكلة الفلسطينية كشرط لتغيير هام في العلاقات بين الدولتين. وفي ضوء ذلك، فإن من علق آمالا على أن يشق الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى الطريق لعلاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، من شأنه أن يخيب ظنه.
الرد السعودي على الاتفاق
وقلل يعال من أهمية التهديدات السعودية التي جاءت على لسان السفير السعودي في لندن بأن "كل الخيارات مفتوحة بالنسبة للسعودية بعد توقيع الاتفاق"، مشيرا إلى تهكم الصحفي الأمريكي فريد زكريا على السفير السعودي، حيث إنه قال: "سيكون للسعودية سلاح نووي؟ أحقا؟ فحتى إنتاج سيارة لم تنجح فيه. السعودية تعرف كيف تحفر الآبار في الأرض وتنهل منها النفط، ولكن ليس أكثر من ذلك...".
وشدد الكاتب على أن ثمة قدرا كبيرا من الحق في تقدير زكريا، في أنه في العقد القادم لن يكون للسعودية سلاح نووي، رغم التصريحات المختلفة من محافل داخل الأسرة المالكة وخارجها ممن يلوحون بهذه الإمكانية.