وضع رئيس معهد بحوث الأمن القومي
الإسرائيلي عاموس يادلين، ثلاثة سيناريوهات لنتائج
الاتفاق النووي الإيراني وسلوك إيران في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أنه إذا نفذت إيران الاتفاق وقصرت في ظله زمن انطلاقها نحو القنبلة، فإن على إسرائيل أن تضمن أنها "تستغل الزمن الذي يمر بشكل أفضل منها وأنه في كل نقطة ستكون لإسرائيل قدرة على منع الانطلاق نحو القنبلة".
وقال يادلين في مقال له الأربعاء في صحيفة "يديعوت"، إن الاتفاق في الجوانب غير النووية يشكل تحديا هاما لأمن إسرائيل القومي، "كون رفع العقوبات سيضخ لإيران فورا نحو 100 مليار دولار، وأضعاف ذلك على مدى العقد القريب القادم".
وأوضح أن حظر السلاح على إيران وإن كان سيستمر في السنوات الخمس القريبة القادمة، فإنه سيعطي مهلة معينة، "ولكن لا شك أن الأموال ستقدم ريح إسناد جدية لتطلعات إيران بالهيمنة والتعاظم العسكري والأعمال التآمرية في المنطقة".
أما في الجوانب النووية من الاتفاق، فيقول يادلين إن في الاتفاق عددا من الإنجازات لإسرائيل، "فالاتفاق يرجع بالبرنامج النووي الإيراني بمسافة سنة عن القنبلة، يقلصها ويفرض عليها نظام رقابة عميق أكثر بكثير من الحالي، بما في ذلك الدخول إلى المنشآت العسكرية. ومع ذلك فإنه يقدم حلا بعيد المدى لصد تطلعات إيران النووية ويمنحها أيضا شرعية كفيلة بأن تشجع سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط".
وفي السيناريوهات التي وضعها يادلين، يرى أن أولها هو "أن تتغير إيران من الداخل حتى نهاية فترة الاتفاق وتصبح بالتدريج دولة أقل تطرفا. وهذه المسيرة كفيلة بأن تحصل بشكل طبيعي من خلال دخول الجيل الشاب للقيادة وموت المتطرفين المتصلبين مثل آية الله خامنئي والإصلاحات التدريجية في طبيعة النظام. لشدة الأسف، فإن احتمالية هذا السيناريو متدنية جدا".
أما السيناريو الثاني فهو أن تحاول إيران بعد بضع سنوات الاقتحام نحو النووي وانتهاك تعهداتها، مثلما فعلت كوريا الشمالية في 2003.
وأضاف يادلين وهو الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقا، أنه إذا ما أجرت إيران الحساب بأن الربح من الاقتحام نحو النووي سيزيد على الكلفة المتوقعة في أعقاب رد الغرب، فلا شك أنها ستختار القنبلة. احتمالية هذا السيناريو متدنية، ولكنه ليس هامشيا وبالتالي فإنه يستوجب من اسرائيل ومن الغرب أن يبقوا على قدرة عسكرية مصداقة لصد الاقتحام الإيراني نحو القنبلة بالقوة.
وكان آخر السيناريوهات هو أن تنفذ إيران الاتفاق، "وهذا هو السيناريو الأكثر معقولية والأكثر خطرا. في هذا السيناريو ستأخذ إيران بالطريق الآمن وتنتظر من 10 سنوات إلى 15 سنة للرفع التدريجي للقيود على قدرة وحجم التخصيب النووي لديها".
وقال إن إيران في هذه الحالة "ستستغل هذه السنين كي تثبت قدراتها التكنولوجية وخبراتها في مجالات النووي، وهكذا فهي تقصر الزمن الذي تحتاجه في ختام الاتفاق كي تنطلق بسرعة نحو القنبلة".
من جهة أخرى، قال يادلين إن وصفة الاتفاق الحالي "ستسمح بجمع مزيد من المعلومات الهامة عن البرنامج النووي الإيراني في العقد القادم، وتعطي إسرائيل مهلة للاستعداد وتطوير قدرات يمكنها أن تشل المشروع النووي في يوم الأمر".
وأوضح أنه أمام السيناريوهين الإشكاليين اللذين ترتفع احتماليتهما المتداخلة بشكل ملحوظ، واجب على إسرائيل الاستعداد.. و"إذا انتهكت إيران الاتفاق بشكل فظ، علينا الوصول إلى تفاهم مع الولايات المتحدة في أن واجب القوى العظمى هو فرض الاتفاق بالقوة. وعلينا أن ندخل هذه التفاهمات في اتفاق جانبي مع الأمريكيين الذين بقوا ملتزمين بألا تكون لإيران قنبلة نووية. وإذا نفذت إيران الاتفاق وقصرت في ظله زمن انطلاقها نحو القنبلة، فإن علينا أن نضمن أننا نستغل الزمن الذي يمر بشكل أفضل منها وأنه في كل نقطة ستكون لإسرائيل قدرة على منع الانطلاق نحو القنبلة".