مع تصاعد
العدوان الإسرائيلي المتواصل على
غزة، واستمرار المفاوضات، ولو بنسب متفاوتة،
يجتهد الإسرائيليون في تقديم المزيد من المقترحات الميدانية لإنهاء هذه الحرب، مع
خشيتهم بألا تكون أهدافها قد تحققت، رغم الكثافة النارية الدموية التي ألقت حممها
على الشعب الفلسطيني.
وذكر النائب
السابق لرئيس الساحة الفلسطيني في قسم التخطيط بجيش
الاحتلال الجنرال عاميت ياغور،
أنه "مع استمرار القتال على الجبهتين الجنوبية والشمالية، غزة ولبنان، نفهم
أن تدمير جميع القدرات العسكرية تقريبًا للمنظمات المسلحة بطريقة لا تسمح لها
بتهديد الاحتلال، والإضرار به، قد تم بشكل كبير، رغم أن ذلك لا يؤدي إلى استسلامها
وانسحابها، وسيكون مستحيلا ملاحقة كل صاروخ وكل مقاتل آخر للعدو".
وأضاف في مقال
نشرته
صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أننا "إذا أردنا إنهاء هذه
الحرب يوما ما على الجبهة الجنوبية، فيجب أن نعلم أن أمامنا
حماس، منظمة عسكرية
وسياسية وقوة حاكمة في قطاع غزة، وكان الطريق لتجاوزها سريعاً، والإفراج السريع عن
الأسرى، هو التعامل مع ذراعيها العسكري والحكومي، في الوقت نفسه، فعلاقة حماس مع الجمهور في غزة تتعلق بالمقام الأول بالمساعدات الإنسانية، ومن
المؤكد أن تخفيضها للحد الأدنى سيقلّل بشكل كبير من بقاء حماس، وقدرتها على القتال
لفترة طويلة".
وزعم أن
"الطلب الأمريكي الحازم والصريح حرم الاحتلال من تقليص
المساعدات للحد
الأدنى، وأطال أمد الحرب، وأضرّ بفرص إعادة المختطفين بأسرع وقت ممكن، ومن هذه
النقطة فصاعدا، تحولت مسألة الضرر الذي لحق بالقدرات الحكومية لحماس إلى التركيز
على مسألة من سيوزع المساعدات، وفي مسألة توزيعها الفعلي على الفلسطينيين ظهر أن
الاحتلال عالق فعلاً، لأنه بينما عاد الجهد العسكري للمرة الثانية أو الثالثة في
غزة، فإن الضرر الذي لحق بقدرات حماس الحكومية لم تتم إدارته كجهد محدد مع ضغوط
كبيرة ومتواصلة".
وذكر أنه
"باستثناء ثلاث محاولات فاشلة لخلق تعاون مع العشائر لتوزيع المساعدات
الإنسانية بدلاً من حماس، فإن الاحتلال لم يمنح القضية أهميتها الحاسمة، المرتبطة بحماس،
واستكمال أهداف الحرب المزعومة، واستعادة الأسرى، أي أن المستويين السياسي
والعسكري فشلا في فهم أن الجهد العسكري في مواجهة حماس ضروري، لكن المهم بنظرها هو
الحفاظ على قدراتها الحكومية وولاء فلسطينيي غزة لها، وهو الأساس لاستمرار وجودها
في اليوم التالي، مع العلم أن قدراتها العسكرية ستخضع لإعادة التأهيل في عملية
تستغرق عدة سنوات".
وأوضح أننا
"اليوم دخلنا مرحلة ما بعد القتال العسكري في غزة، وفي نهاية الحرب بأكملها،
وأمام الاحتلال بدائل استراتيجية: أولاها إنهاء الحرب إذا أنهت حماس حكمها الفعلي على غزة، وعدم عودتها
لموقع قوة في غزة، وهو مهم جداً من الناحية الاستراتيجية الإقليمية، وسيطرة
طرف ثالث على غزة، والحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة عليها حتى
دخول قوة جديدة، وهو ما سيتم مناقشته في إطار الحديث عن الواقع الجديد في اليوم
التالي، وإسناد السيطرة المدنية في مختلف المراكز في القطاع لقوة أخرى".
واستدرك بالقول إن "الأمريكيين يعارضون بشدة أي نشر لقوات إضافية في الشرق الأوسط، وبالتأكيد
في مناطق القتال، مما قد يشير لشركات الأمن الخاصة، التي يوجد الكثير منها في
الولايات المتحدة، وساعدت جيشها بشكل كبير في السيطرة على العراق وأفغانستان،
عندما انتهت مرحلة العمليات العسكرية، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة".
وزعم أن
"عدم التدخل الإسرائيلي، أو وجود هيئة حكم خارجية سيسمح للمقاومة بالتسلل مرة
أخرى لقطاع غزة عبر الأنظمة المدنية، مما يتطلب عمل الشركات الأمنية في مناطق
إنسانية محددة "فقاعات إنسانية" في البداية شمال القطاع، مما سيمكن من
العزلة عن مناطق القتال المتبقية، ويحرم حماس من القدرة على فرض السيطرة
الاقتصادية، رغم أنه من العار أن يستمر النشاط المكثف في شمال القطاع حتى اليوم".