نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول العلاقة الوثيقة التي تربط وزير
الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان بدول
الخليج العربي ودول في آسيا، مشيرة إلى الدور الذي لعبته هذه العلاقة في تمكين
فرنسا من صفقات
أسلحة نوعية في المنطقة.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، إن جون إيف لودريان ما انفك يزور دول الخليج بمعدل مرة في الشهر منذ تقلده منصبه الوزاري في أيار/ مايو 2012، مما جعله يحل على أبو ظبي منذ يوم الأحد في انتظار أن يشارك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في صفقة بيع طائرات
رافال لدولة قطر التي كان قد زارها 12 مرة.
من جهتها، تبدو الإمارات العربية المتحدة، بحسب الصحيفة، مهتمة بهذه الطائرة الحربية الفرنسية. وقد بادر وزير الدفاع الفرنسي بزيارة نظيره الإماراتي وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قرابة 14 مرة، ما يحيل على العلاقة الوثيقة التي تربط بين الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن هذه الزيارات المتعددة تشير إلى سياسة أدريان الخارجية التي مكنت فرنسا من الفوز بثلاث صفقات كبرى مع مصر والمملكة العربية السعودية والهند، وإن كانت الأخيرة لا تزال بصدد التفاوض. وتقوم هذه السياسة على الاحترام، الصبر، احترام أساليب تفاوض الطرف المقابل، إيلاء احتياجات الشريك عناية خاصة وإتقان التفاوض.
وفي تصريح أوردته الصحيفة، أفاد وزير الدفاع الفرنسي بأن دوره يقتصر على عقد شراكات استراتيجية وتحديد المصالح المشتركة وعمليات بناء ثقة لا يمكن أن تتم بين عشية وضحاها، نافيا بأن يكون قد اضطلع يوما بدور المفاوض الذي تتولاه الجهات المصنعة إذا ما أبدت إحدى الدول اهتمامها بمنتج ما. وأضاف جون إيف لودريان بأنه قد يتدخل أحيانا عند اللزوم لإضفاء لمسته الخاصة.
وفي هذا السياق، أكد مصدر مطلع للصحيفة على ضرورة وجود تنسيق بين الجانب السياسي والتقني مع ضمان عدم تدخل الواجهة الأولى في المسائل المتعلقة بالسعر وإن وجب التدخل أحيانا لوضع الخطوط الحمراء إذا ما اقتضى الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى سعي وزير الدفاع الفرنسي إلى مراعاة خصوصيات ملوك الخليج والتعامل مع كل منهم على قدم المساواة مع الحرص على نيل الثقة مهما تطلب ذلك من الوقت، سعيا منه للقطع مع الأسلوب السابق لفرنسوا هولاند الذي ما فتئ جون إيف لودريان ينتقده.
كما أكد الوزير الفرنسي، بحسب الصحيفة، على أهمية ربط علاقات شخصية مقربة مع الحكام الخليجيين والعرب/ مثل عبد الفتاح السيسي أو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني، مشيرا إلى تمكنه من كسر الحاجز الرسمي مع كلا الطرفين.
وأضافت الصحيفة أن كثافة هذا التواجد الميداني هو ما فتح أبواب عدة فرص أمام فرنسا، متحدثة عن مشاركة الوزير الفرنسي في أكبر معرض للدفاع والأسلحة بالشرق الأوسط، حيث التقى بولي عهد الإمارات العربية المتحدة في لقاء "موجز" دام نحو 60 دقيقة، ليصرح له هذا الأخير هذا الأحد بأنه "همزة الوصل بين البلدين".
هذا وقد نوهت الصحيفة بأن هذه النجاحات الديبلوماسية لا تعود إلى مجهودات وزير الدفاع وحده، حيث يلعب كل من المصنعين والديبلوماسيين ومهندسي الإدارة العامة للقوات المسلحة، علاوة على عناصر قوات الجو الفرنسية، دورا هاما، فيما يسهر جون إيف لودريان على حسن التنسيق بين هذه الأطراف.
وفي الختام، عرجت الصحيفة على العوامل الأخرى التي تقف وراء هذه العلاقات الوثيقة بين فرنسا ودول الخليج وعدد من دول آسيا، والتي ترتبط أساسا بالوضع في منطقة الشرق الأوسط، حيث أثبتت التكنولوجيا الفرنسية نجاعتها، وتولت الإدارة اصدار مواقف سياسية واضحة من القضية السورية والملف النووي الإيراني. هذا ويترقب أن يغادر وزير الدفاع الدوحة إلى نيودلهي في زيارة خامسة للهند.